جرحى الحرب هم الشهداء الأحياء وجراحهم وسام فخر واعتزاز وهي شاهد حي على وحشية المؤامرة التي طالت بلدنا الغالي، حيث عانوا من الإصابات بمختلف أنواعها ودرجاتها وذاقوا الألم بأقصى جرعاته وتحملوا وصبروا وصابروا وكلهم يقين مطلق وإيمان بوطنهم وقدسيته لأنه يستحق أن يعيش كريماً معززاً وكذلك هم أيضاً يستحقون أن تؤمّن لهم الحياة الكريمة المشرفة.
قسم كبير من هؤلاء الجرحى لم يستكن ولم يرضخ للواقع بل تحدى الإصابة مهما كانت بليغة ومؤلمة جسدياً ونفسياً وانطلق للحياة والعمل بكافة مناحيها فمنهم من اختار الرياضة كمتنفس وإثبات وجود من جهة وتصميم على العطاء من جهة ثانية.
ترجمت منافسات دورة ألعاب جريح الوطن الرياضية طموحهم وأحلامهم في أن يكون لهم محفل رياضي يعنى بهم وحظيت الدورة بالرعاية الكريمة للسيدة أسماء الأسد التي حرصت على الحضور والمتابعة الميدانية لفعاليات ومنافسات الدورة ولقاء الجرحى الأبطال والاستماع لهم وتحفيزهم لإكمال رسالة (الأمل والإصرار) وكما أنها لقيت اهتماما كبيراً من كافة الجهات المعنية التي لم توفر أي جهد ومسعى لإنجاحها وإظهارها وإبرازها بشكل يليق بتضحيات وبطولات الجرحى.
الدورة التي أقيمت على مدى خمسة أيام في مدينة الأسد الرياضية في اللاذفية بمشاركة 100 من أبطال جرحى الحرب في سورية والعراق وروسيا في السباحة وكرة السلة والريشة الطائرة وكرة الطاولة وألعاب القوى والقوة البدنية تعتبر الانطلاقة الأولى نحو محفل سنوي رياضي واجتماعي وإنساني يهتم بشريحة قدمت دماءها رخيصةً لعزة الوطن ووحدته.
مابين السطور -لينا عيسى