مع إشراقة شمس يوم الغد، يبدأ أبناؤنا عاماً دراسياً جديداً بأمنيات وطموحات كبيرة تحاكي وتواكب صمود وتضحيات وطننا وشعبنا الذي ما يزال يعيش ظروفاً صعبةً واستثنائيةً بسبب الحرب الإرهابية والحصار والعقوبات الأميركية والغربية.
ومن الأمور المهمة التي يتوجب على الأهل القيام بها في الأيام الأولى للمدرسة تهيئة أبنائهم للعام الدراسي، خاصة الأطفال الصغار، أي الذين هم في الصفوف الدراسية الأولى، لما لهذا الأمر من ضرورة و أهمية للطفل، كونه يساعده على استقبال المدرسة بكل طمأنينة وحب ونشاط وإقبال، بعيداً عن التوتر والخوف والقلق.
حيث تعتبر التهيئة النفسية والسلوكية التدريجية للطفل من الأمور المهمة، بدءاً من الحديث الإيجابي عن المدرسة بكل مضامينها وعناوينها وتفاصيلها الجميلة والحلوة من “تعلم، قراءة، كتابة، مرح، نشاط، رياضة”، وتجنب ذكر المدرسة بشيء من الخوف والتهويل والسلبية.
كما تلعب المدرسة بكادرها الإداري والتدريسي دوراً أساسياً في مساعدة الطفل على تجاوز المرحلة الفاصلة بين العطلة والعام الدراسي، حيث يتوجب على إدارة المدرسة أن تقوم في الأيام الأولى من العام الدراسي بالاحتفاء بالتلاميذ والترحيب بهم وتشجيعهم على الحضور والدراسة والمواظبة والمثابرة، وليس استقبالهم كما يفعل البعض من المعلمين والمعلمات بالصراخ والضجيج والويل والثبور والتهديد والوعيد لأن من شأن ذلك أن يخلق بداخلهم ردة فعل عكسية تنفرهم من المدرسة وتكرههم فيها منذ الأيام الأولى.
من هنا على المعلمين أو المعلمات انطلاقاً من مكانتهم ورمزيتهم العظيمة أن يعاملوا تلاميذهم كما يعاملوا أبناءهم بكل احترام ومحبة وعطف وحنان، وألا يعاملوهم بشكل فظ وحاد حتى لا يخيفوهم و ينفروهم من المدرسة وخاصة تلاميذ الصف الأول الابتدائي.
إن كسر حاجز الخوف بين التلميذ والمدرسة منذ الأيام الأولى في العام الدراسي يساعد الطفل على الاندماج في الدراسة ويعزز ثقته بنفسه ويدفع به إلى النجاح والتفوق والإبداع.
عين المجتمع- فردوس دياب