الثورة أون لاين – فاتن حسن عادله:
دخول الجيش العربي السوري إلى درعا البلد إنجاز استراتيجي جديد ببعد عسكري أمني اقتصادي تخطه الإرادة السورية المصممة على متابعة خطواتها المعلنة والمؤكدة في مكافحة الإرهاب.
فتحرير جيشنا الباسل لدرعا البلد من دنس المرتزقة والعملاء والأدوات، والتي حاول فيها الإرهابيون والوكلاء الصغار اغتصاب الأرض بأوامر من مشغليهم، لم يكن تحريراً عادياً بل تحريراً استراتيجياً مهماً شكل صفعة مدوية لكل من راهن على بقائهم وتعنتهم وعدم استسلامهم وإخراجهم منها، فكانت صفعة عسكرية وأمنية مرعبة للصهاينة بحيث لم تسعفهم حتى الاعتداءات الأخيرة على الأراضي السورية كمحاولة خارجية لتقديم الدعم لأدواتها هناك أو انتشالهم من المستنقع الذي ورطوا أنفسهم فيه، فكانوا منبوذين حتى من الأهالي الذين طالبوا الدولة السورية بتحرير المنطقة وتخليصهم من المجرمين الذين تمادوا في إزهاق الأرواح وقتل الأبرياء واستهداف الجيش والمنشآت والبنى التحتية للمواطنين.
مرة أخرى تثبت فيها الدولة السورية أنها ماضية في تحرير أراضيها واسترجاعها من الإرهابيين وأن معادلتها لبسط الأمن والاستقرار هي الخطوة التي لن تتخلى عنها، فهي وعدت وتفي بوعودها لشعبها الذي ناصرها الإرادة والتصميم على الوقوف جنباً إلى جنب في صيانة وحدتها وحماية أراضيها والدفاع عن قرارها ومبادئها.
هنا نؤكد مجدداً أن مصير من تبقى من المجموعات الإرهابية المسلحة على الأرض السورية كمصير إرهابيي درعا البلد، ومحاولات “إسرائيل” إيجاد مخرج لإبقائهم وتحويلهم إلى “كانتون” رغم مخازن السلاح الذي وضعته بين أياديهم لتحقيق أهدافها وأجنداتها العدوانية اللاحقة، لن يستطيع أن يهزم أو يكسر إرادة العزيمة على طردهم وإرجاعهم إلى حجمهم الحقيقي.
مجدداً تُسقط سورية أحد أخطر مخططات أعدائها، وتعيد فرض قواعد اشتباك سياسية وعسكرية وأمنية مهمة في درعا، بعد فرض قواعدها في وقت سابق بعدما هزمت قواتنا المسلحة إرهابيي واستخبارات ما تسمى الخوذ البيضاء الفارين خزياً وعاراً إلى الداخل الصهيوني ومن ثم إلى أوروبا التي تقاسمتهم كي تخفي جريمتها المشتركة ضد سورية وكي تتستر على تآمرها.
الاستثمار الغربي في الإرهاب لا بد لدمويته أن تتوقف ولأنيابه أن تتساقط ولأوراقه أن تحترق كما احترقت بالأمس عندما حرر الجيش المنطقة الجنوبية والغوطة وغيرها، وأسقط رهانات الأعداء كما أسقطها اليوم في درعا البلد.. وأعاد أحد معادلات توازنات الردع إلى مجراها الصحيح.
تحرير درعا البلد من الإرهاب وإعادته إلى حضن الوطن هو حصن ودرع وطني آخر، ودرس من دروس مقاومة المحتل بكيفية انتزاع النصر وصنع الإنجاز وقيادة معركة التحدي مهما وضع الغرب من عراقيل، فأرضنا لنا وحقوقنا لن نتنازل عنها لأحد، فمبارك لجيشنا إنجازه الجديد بمتابعة مسيرة تحرير الأرض والإنسان.