الثورة أون لاين – ترجمة غادة سلامة:
يقول جيم تانكرسلي: إن الخطوة التي قام بها الرئيس بايدن لزيادة عدد الأميركيين الذين تم تطعيمهم ووقف انتشار مرض كورونا والمتحول منه متغير دلتا، ليست مجرد محاولة لإنقاذ الأرواح، بل هي محاولة لمواجهة التهديد المستمر والمتطور الذي يشكله الفيروس للاقتصاد الأميركي.
حيث كان سبب صعود وانتشار مرض متحور دلتا هو عدم قدرة بايدن وإدارته على إقناع الملايين من الأمريكيين الرافضين للقاحات بتلقيح أنفسهم ضد الفيروس، وقد خلق ذلك مشكلة أخرى (عبء على الانتعاش الاقتصادي)، ويظهر ذلك الأمر في زيارات المطاعم والسفر بالطائرة والخدمات الأخرى، حيث أن المستهلكين تراجعوا عن الإنفاق في الأسابيع الأخيرة.
فبعد أسابيع من التهديد الذي شكله انتشار موجة جديدة من الإصابات، ألقى بايدن وفريقه باللوم على مرض كورونا وتباطؤ الإنتاج في الولايات المتحدة، واعترف قائلاً: “نحن في مرحلة صعبة بسبب مرض كورونا، ويمكن أن يستمر هذا الوضع لفترة طويلة” حيث يهدد الفيروس الانتعاش على الرغم من أن المستهلكين وأصحاب الأعمال لا يتراجعون عن الطريقة التي عملوا بها عندما بدأ الفيروس بالانتشار في الولايات المتحدة في ربيع عام 2020 ولم يقوموا بالإغلاق الكامل، لكن ارتفاع عدد الوفيات أصاب ثقة المستهلك بالشلل في آب من هذا العام وانذر بكارثة اقتصادية.
يقول الاقتصاديون إن انفجار الحالات والوفيات الجديدة يبدو أيضًا وكأنه ردع العديد من الموظفين المحتملين عن قبول الوظائف المفتوحة في الشركات في جميع أنحاء البلاد، يأتي ذلك في الوقت الذي تشتكي فيه الشركات والمستهلكون من نقص العمالة، وبينما يعلق مسؤولو الإدارة آمالهم على زيادة الأجور لتعزيز الإنفاق الاستهلاكي بدلاً من تلاشي الدعم الحكومي للأسر المتعثرة، والخطة التي أعلن عنها بايدن من أجل تطعيم الموظفين الاتحاديين والمقاولين هي بالنسبة للملايين من العاملين في مجال الرعاية الصحية، جنباً إلى جنب مع وزارة العمل الجديدة تتطلب قواعد لقاحات أو فحوصات أسبوعية لموظفين في الشركات التي لديها أكثر من 100 موظف، وسوف يدفع هذا الأمر لمزيد من الاختبارات، هذا ويواجه بايدن مخاطر سياسية جراء أفعاله، والتي قوبلت برد فعل عنيف سريع من العديد من المشرعين المحافظين الذين اتهموه بانتهاك الدستور وإساءة استخدام سلطاته.
لكن المسؤولين في الإدارة لطالما نظروا إلى تطعيم المزيد من الأميركيين على أنه الاستراتيجية الأساسية لإحياء التعافي، وقالت سيسيليا روس، رئيسة مجلس البيت الأبيض للمستشارين الاقتصاديين، الشهر الماضي في مقابلة: “هذا ركود اقتصادي نتج عن أزمة صحية عامة لذلك سنعود إلى عافيتنا الاقتصادية عندما نتجاوز الفيروس، وعندما نعود إلى الصحة العامة أيضًا”.
ويقول خيسوس فرنانديز- فيلافيردي، خبير اقتصادي في جامعة بنسلفانيا معلقاً على التفاعل بين الوباء والاقتصاد: إن الأشخاص الذين يقومون بتلقيح أنفسهم في وقت مبكر جدًا هم أشخاص يتوخون الحذر الشديد بالفعل أما الأشخاص الذين لا يقومون بتلقيح أنفسهم هم أقل حرصًا لذلك هناك تأثير مضاعف على الصحة وعلى الاقتصاد عندما يتعلق الأمر بهذه الأنواع من القرارات.
ويختلف التأثير الاقتصادي للفيروس حسب المنطقة، في بعض المناطق الملقحة بشدة في البلاد – بما في ذلك الولايات الليبرالية المليئة بأنصار بايدن – تراجع الأميركيون القلقون من الفيروس عن النشاط الاقتصادي، على الرغم من انخفاض معدلات الإصابة في مناطقهم.
وفي بعض الولايات الأقل تحصينًا مثل تكساس التي شهدت موجة كبيرة من المتحور دلتا، تشير البيانات إلى أن ارتفاع معدلات الاستشفاء والوفيات لا يؤدي إلى انخفاض النشاط كما حدث في الموجات السابقة.