الملحق الثقافي:وليد حسين *
عمرٌ من الشّوقِ قد أرخى على القَتَبِ
ســِفرَ امتدادٍ يُطيلُ الضّــوءَ بــالهُدُبِ
يفتــرُّ حيناً إذا ما الليـــلُ حــاطَ بـهِ
وكادَ يحزرُ مــن إضمامةِ الشُـــهبِ
دون اقتفـــاءِ محـــــبٍّ عـــادَ مُنبهراً
هل جاوزَ النَّجمَ في تعويمةِ السُحُبِ
يعـــانقُ الغيمَ يجتـــرُّ المّـــدى ألقــاً
مــا نازعَ القــومَ إلّا في هوىً رَحِـبِ
ويســتظلُّ وكم بــانت لــهُ فِــرصٌ
لكـنَّ لَحظاً تــراءى عنــد ذي حُجُبِ
فراحَ يبصرُ .. مِـنْ ديجـورِ غرفتهِ
يُســامرُ النجمَ مُــلتاعاً إلــى الإربِ
لظـــى غيــــابِــك لا ينفكُّ عــن مهجٍ
تـــرى المســافةَ جســراً بالغَ التعبِ
ويـــستمرُّ طــريــقُ الحــبِّ مُنبلجاً
خيطَ انتظارٍ لفجــرٍ صادقِ النَّســــبِ
ما أفزعتني سنين الجورِ إن عصفتْ
تُبدي التزاحمَ عــن فوديك لـم تَغبِ
وعدتُ أسـألُ عــن أفيــاءِ سـوسنتي
حازت مِن الظلِّ أم آوتْ إلـى القصبِ
تُسَابقُ العمرَ في الخمسين .. ما نفعتْ
تـلك المنــازلُ فــي تثبيطِ مُختضبِ
قــد ضمّنتني كثيــراً مــن هواجسِـها
من شــدّةِ الشوقِ .. تخبو دونما سببِ
وتســـتلذُّ بهمـــسٍ دونَ ضحــــكتِها
لو لامـسَ القـلبُ جَفنَاً غيــرَ مُنتحــبِ
ســخيّةٌ مــن دنـــانِ الحـــبِّ مـــانحةً
فمَ اشتهاءٍ ..لريــقٍ رائـــقٍ سَـــــغِبِ
يبـدو شــهيّاً .. أليــس اللثمُّ فــاكهةً
مع انثيـــالِ ســـخيٍّ ناعمٍ عَـــــذبِ
خفيفةُ الـــرّوحِ لم تظهرْ عــوارضها
أنــدى بها القولُ فـي إطلالة النُـخبِ
وتســـتميلُ إلى مــا مرّ مـــن فـــرحٍ
لها جفونٌ .. وقد تغشاكَ في طربِ
تهفــو إليـــك .. كأنّ الوجــدَ أودعَها
حميــــــمُ ردّةِ مــلهـــوفٍ كمحتجبِ
قد نالَ منها جديبُ العيشِ محترزاً
شـــطرَ انتماءٍ لماضٍ غيــر مُحتسِبِ
لكنّما القــلبُ مــا أرســـى بسـاحتهِ
إلّا شفيفَ نــدىً في بوح مُقتضبِ
* شاعرعراقي
التاريخ: الثلاثاء14-9-2021
رقم العدد :1063