رسائلُ العقل.. ليقظةِ الإنسانيّة

 

الملحق الثقافي:ميثاء محمود:

في حوارٍ مع الكاتب الأرجنتيني «أرنستو سوباتو»، تسعى الأديبة والمترجمة العراقية «لطفية الدليمي» لقراءة المخبوء في أعماقه، وتجاه العالم الذي وجده متقوقعاً، فقدم له من النصوص والأفكار، ما يهدف إلى إيقاظ البعد العقلانيّ والروحيّ والإنسانيّ، الذي كان دافعها الأكبر لأن تسأله:
«يُعرف عنك كتابتك العديد من المقالات، التي تكشف عن التأثير المضاد للإنسانيّة، التي يمكن أن يتسبّب بها العلم والتقنية، ونلمح هذا لديك خاصة، في مجموعة مقالاتك «رجال وتروس».. كيف تأتّى لشخصٍ تلقّى تدريباً علميّاً راسخاً مثلك، أن يرى ما رأيته في كتابك؟..
تطلق «الدليمي» هذا السؤال، بعد أن تسلّط الضوء على رؤية «سوباتو» للمستقبل والمصير الإنساني، بطريقةٍ عقلانيّة أرادها تمكّن الإنسان، من امتلاك علاقات محبّة وواعية، عبر حوارات ولقاءات دافئة بين البشر، لا عبر الفضاء الإلكتروني، الذي «عزلهم عن إنسانيتهم، وخدّر أحاسيسهم وأحبط هممهم العقليّة، وحطّ من مكانة الروح الإنسانيّة».
يجيب «سوباتو» رداً على سؤالها هذا :»دراستي للفيزياء والرياضيات في بواكير حياتي، منحاني نوعاً من الهجرة التجريديّة المثاليّة، نحو الفردوس الأفلاطونيّ، بعيداً عن الفوضى التي تطبق على خناق عالمنا، ولكنني سرعان ما وجدت أن الإيمان الراسخ، غير المقيّد وغير المشروط، الذي يكنّه بعض العلماء لموضوعات الفكر الخالص، والعقليّة الكاملة، والتقدّم المضطرد، جعلهم يغضّون الطرف، بل حتى يزدرون، موضوعات إنسانيّة جوهريّة، في هيكلة الوجود البشريّ، مثل: طبيعة اللاوعي، والأساطير التي تقع موضع القلب، لأيّ تعبيرٍ فنّي، ذي أصالة..
إن إجابته هذه، تقودنا إلى كتابه «الممانعة»، حيث جسّد مأساوية العالم الحديث، وعزلة الحياة والإنسان الذي تحوّل إلى مجرّد آلة، في ظلّ «غياب الحوار» وانتشار «البؤس الروحي»، الذي وجده السبب في خنقَ كلّ ما يمكن أن ينشأ بين البشر من علاقات وتفاهم ومحبّة، والذي اعتبره أخطر من الاستغلال والفقر والمرض، وما يرافقهم في عالم العزلة.
إننا نرى رؤيته، فهل نكتفي بهذه الرؤية، أم نعمل على إيقاظ الإنسان من العمى الذي يُحيط به وأنهكه؟..
بالتأكيد علينا أن ندعو «الإنسان الأكثر شؤماً بين جميع المخلوقات» – كما قال عنه-، إلى المقاومة ذاتها التي دعاه إليها، ولأنها الطريق الوحيد التي يحرّرنا من عبودية التكنولوجيا التي أفقدت الإنسان أخلاقه وقيمه وعقلنته، مثلما الرحمة والأصالة القابعة داخله..

التاريخ: الثلاثاء14-9-2021

رقم العدد :1063

 

آخر الأخبار
إقبال كبير في طرطوس على حملة للتبرع بالدم  الشيباني: سوريا تدعم مبادرات السلام والاستقرار الإقليمي والدولي "الأشغال العامة": الانتهاء من تأهيل أتوستراد دمشق - بيروت آخر أيلول  القانون الضريبي الجديد بين صناعيي حلب والمالية  أزمة البسطات في حلب.. نزاع بين لقمة العيش وتنفيذ القانون  جسر جديد بين المواطن والجهاز الرقابي في سوريا  90 مدرسة خارج الخدمة في الريف الشمالي باللاذقية  غلاء الغذاء والدواء يثقل كاهل الأسر السورية بعد تدشين سد النهضة..هل تستطيع مصر والسودان الحفاظ على حقوقهما المائية؟! قافلتا مساعدات أردنية – قطرية إلى سوريا 90 بالمئة من الأسر عاجزة عن تكاليف التعليم الحد الأدنى المعفى من الضريبة.. البادرة قوية وإيجابية.. والرقم مقبول عملية نوعية.. القبض على خلية لميليشيا “حزب الله” بريف دمشق "الإصلاح الضريبي" شرط أساسي لإعادة الإعمار المال العام بين الأيادي العابثة أرقام صادمة .. تسجلها فاتورة الفساد في قطاع الجيولوجيا الأسعار في ارتفاع والتجار في دائرة الاتهام سرافيس الأشرفية – جامعة حلب.. أزمة موقف بين المخالفات ومعيشة الأسر بين الهاتف الهاكر ومواجهة العاصفة الإلكترونية  الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان والهيئة الوطنية للمفقودين تبحثان آليات التنسيق عودة اللاجئين السوريين نقطة تحول من أجل إعادة الإعمار