سوداء… بفعل فاعل

تشخيص المرض أول مراحل علاجه..

هذا المنطق لا ينطبق على الطب فقط بل يتعداه الى مجمل الأمراض والتي تبدو مستعصية تغلغلت عبر إدارات ” المزارع” الى ردهات مؤسساتنا العامة.

السيد وزير التجارة الداخلية يقوم دائماً، حتى قبل أن يصبح وزيراً، على صفحته الشخصية بتشخيص الأمراض التي تعانيها بعض مفاصلنا الإدارية والاقتصادية والخدمية .. بل ذهب الى أبعد من ذلك ووصل الى مرحلة اقتراح الحلول.

اليوم وقد صار وزيراً.. ما زال يقوم بالمهمة نفسها حتى إنه اعترف بالفساد المستشري في أركان وزارته والإشارة بكل موضوعية وثقة الى بعض الأمراض التي تعانيها المخابز والأفران خاصة في الريف و سوء توزيع الأرز والسكر”المدعوم” و المخزن بكميات كبيرة في المستودعات حتى أصابه التلف بينما المواطن محروم منها..

أي فساد هذا.. و لصالح من كانت تعمل تلك الأيدي الملوثة بحاجات الناس الأساسية؟.

أما موضوع البنزين فمنغصاته لها طعم ولون يشبه رائحته المعطرة بالرصاص ” وباعتراف السيد وزير التجارة الداخلية ” من حيث المخصصات الأسبوعية والتلاعب بعدادات الكازيات وما يشكله من عامل مؤرق للمواطن الذي يلجأ الى السوق السوداء لتحقيق الاكتفاء..

25 ليتراً كل أسبوع لا تكفي معظم السيارات.. هذا الموضوع أدى الى خلق سوق موازية ” سوداء” ووصول الليتر في هذا السوق ” الفلتان ” الى أكثر من 3000 ليرة!!.

الحل هنا لا يمكن حله إلا عبر زيادة المخصصات الأسبوعية للسيارات الى 40 ليتراً وبالتالي نقضي أو نحد كثيراً من هذه السوق الموازية المخربة للاقتصاد الوطني.

الأمر الآخر المرتبط هو وجوب إعادة النظر بنسبة الربح المسموحة لأصحاب محطات الوقود والتي ما زالت تقاس ” بالقروش ” لكل ليتر بنزين أو مازوت..هذا الوضع شجع و دفع هؤلاء الى التلاعب بالعداد وبالمواصفات واللجوء الى السوق السوداء لبيع كميات من المخصصات المسروقة أصلاً من حصة المواطن تحت مبررات ارتفاع تكاليف هذه المحطات وعدم العدالة في نسب الأرباح.

إذاً.. وكما هو مفيد تشخيص المرض… الأهم البحث عن العلاج المناسب وبالسرعة الممكنة.. حتى لا نصل الى مرحلة الاستعصاء وبالتالي يكون لا بد من التدخل الجراحي وما يحمله من تبعات واختلاطات قد تصل الى مراحل الخطر الحقيقي.

الشيء المهم الآخر، والذي يجب إيجاد حلول سريعة له، هو إلغاء ” السعرين ” للمادة الواحدة في الأسواق .. الملاحظ أن كل مادة لها أكثر من سعر.. مدعوم .. وحر .. وما بينهما..

و حتى نقضي على حلقات الفساد المعلنة والمخفية يجب توحيد الأسعار وهذا يكون عبر إيجاد مخارج وآلية لإيصال الدعم الى مستحقيه بطريقة أخرى غير المتبعة حالياً..

في الختام المواطن يريد قولاً مقروناً بالفعل ..

لقد مللنا من التصريحات والوعود الخلبية ..

و إعادة الثقة مقرونة بذلك.

يبقى موضوع نفي وزير التجارة الداخلية زيادة أسعار المشتقات النفطية .. نرجو ألا تتطابق مع تصريحات سابقة للسيد وزير النفط وعلى الهواء مباشرة.

  على الملأ -شعبان أحمد

آخر الأخبار
بمشاركة سورية.. انطلاق فعاليات المؤتمر الوزاري الرابع حول المرأة والأمن والسلم في جامعة الدول العربي... موضوع “تدقيق العقود والتصديق عليها” بين أخذ ورد في مجلس الوزراء.. الدكتور الجلالي: معالجة جذر إشكالي... بري: أحبطنا مفاعيل العدوان الإسرائيلي ونطوي لحظة تاريخية هي الأخطر على لبنان عناوين الصحف العالمية 27/11/2024 قانون يُجيز تعيين الخريجين الجامعيين الأوائل في وزارة التربية (مدرسين أو معلمي صف) دون مسابقة تفقد معبر العريضة بعد تعرضه لعدوان إسرائيلي الرئيس الأسد يصدر قانوناً بإحداث جامعة “اللاهوت المسيحي والدراسات الدينية والفلسفية” الرئيس الأسد يصدر قانون إحداث وزارة “التربية والتعليم” تحل بدلاً من الوزارة المحدثة عام 1944 هل ثمة وجه لاستنجاد نتنياهو بـ "دريفوس"؟ القوات الروسية تدمر معقلاً أوكرانياً في دونيتسك وتسقط 39 مسيرة الاستخبارات الروسية: الأنغلوسكسونيون يدفعون كييف للإرهاب النووي ناريشكين: قاعدة التنف تحولت إلى مصنع لإنتاج المسلحين الخاضعين للغرب الصين رداً على تهديدات ترامب: لا يوجد رابح في الحروب التجارية "ذا انترسبت": يجب محاكمة الولايات المتحدة على جرائمها أفضل عرض سريري بمؤتمر الجمعية الأمريكية للقدم السكرية في لوس أنجلوس لمستشفى دمشق الوزير المنجد: قانون التجارة الداخلية نقطة الانطلاق لتعديل بقية القوانين 7455 طناً الأقطان المستلمة  في محلجي العاصي ومحردة هطولات مطرية متفرقة في أغلب المحافظات إعادة فتح موانئ القطاع الجنوبي موقع "أنتي وور": الهروب إلى الأمام.. حالة "إسرائيل" اليوم