على مدى عامين تقريباً بعد إنهاء سيطرة الإرهاب على محافظة درعا استمرت الدولة بالعمل على تطهير بعض المناطق من بؤر الإرهاب المتبقية والتي عرقلت عودة الحياة الطبيعية الى كامل أرجاء المحافظة وشكلت خنجراً يطعن في أمن وأمان أبنائها.
ولا شك في أن أبناء محافظة درعا عانوا خلال السنوات الماضية من غياب الأمن جراء جرائم المجموعات الإرهابية بشكل تعطلت معه الحياة الاقتصادية للمحافظة التي تشكل أحد خزانات سورية الزراعية في مختلف المحاصيل التي كانت سهول حوران تنتجها غلالاً وفيرة تعود بالخير والمنفعة على حياة سكان المحافظة والسوريين.
اليوم ومع استمرار عمليات التسوية في بعض المناطق يتطلع أبناء المحافظة لعودة شاملة للأمن والاستقرار ليعود العمل الزراعي الى سابق عهده ويعم الخير الذي اشتهرت به المحافظة على مدى سنوات.
ليس هذا فحسب بل إن درعا بوابة سورية إلى منطقة الخليج العربي وبوابة عبور المنتجات وتجارة الترانزيت عبر سورية إلى دول الخليج، ما يفتح الباب أمام عودة هذا الشريان الاقتصادي إلى العمل ودعم الاقتصاد الوطني والاقتصاد المحلي لأبناء المحافظة.
وبعيداً عن الاقتصاد، فإن عملية إعادة الأمن والاستقرار الى مختلف أرجاء المحافظة التي حاول الغرب الداعم للإرهاب جعلها خنجراً مسموماً في الخاصرة السورية في أهم محور ميداني بمواجهة العدو الإسرائيلي، تعيد الخنجر إلى خصر العدو ذاته وتعطي المحور الميداني قوة مضاعفة تمنح الجيش العربي السوري قدرة عالية على المواجهة الفاعلة لأي تحرك للعدو الاسرائيلي.
عودة الاستقرار الى درعا ونشر الجيش العربي السوري في مختلف أرجاء المحافظة يمنح أهلها الطمأنينة بالعودة إلى حقولهم ومزارعهم للعمل والإنتاج وبعودة الحياة للشريان الاقتصادي الذي يربط جنوب سورية بشمالها وعبرها إلى المنطقة العربية التي بدأت شرايين الكهرباء والغاز تتأهب لاستقبال الغاز المصري والكهرباء الأردنية.
من درعا ينبغي أن ينطلق القطار إلى المناطق السورية التي لا تزال تعاني من الإرهاب وينتظر أهلها على أحر من الجمر عودة الدولة الحاضنة الآمنة لجميع أبنائها… وما حصل في درعا مؤخراً سنراه مستقبلاً في إدلب والرقة وفي كل مكان يسيطر فيه الإرهاب على حياة الأهالي والسكان ويمنع الجسد السوري من التنفس.
إضاءات -عبد الرحيم أحمد