الازدحام الشديد والتجمع والتدافع على كوات الأفران والمخابز مشاهد باتت مألوفة، وهي معاناة حقيقية تتكرر كل يوم، وفيها الكثير من المشقة والتعب والإساءة وهدر الوقت والانتظار الطويل، ناهيك بحالات النشل والسرقة والمشاجرات التي تحصل نتيجة امتهان البعض للمشاكل والبلطجة وانتهاك الدور وتجاوز الجميع في ظل عجز الجهات المعنية عن ضبط الأفران وقمع ظاهرة بيع الخبز والمتاجرة به وعدم التوصل إلى حلول وإجراءات ترضي المواطن و تضمن حقه في الحصول على أبسط حقوقه وهي لقمة العيش، إضافة إلى أن تلك التجمعات هي بؤرة حقيقية لنقل الأمراض وتسهيل انتشارها وهي مخالفة للتعليمات والتحذيرات الصحية الهادفة لمواجهة فيروس كورونا والتي تؤكد على عدم التجمهر والمخالطة فذلك خطر كبير على صحة الناس وسلامتهم.
رغم الدعم الكبير والمبالغ الهائلة التي تخصصها الدولة لشراء الطحين والخميرة والمازوت والجهود الحثيثة التي تبذلها لتأمين رغيف الخبز بسعر يتناسب مع القدرة الشرائية للمواطن إلا أن هناك سوءاً بالإدارة من بعض القائمين على المخابز والمثير بالموضوع هو طريقة تهريب الخبز من قبل العاملين بالأفران على مرأى الجميع والاستهتار بحق المواطن وعدم الاكتراث بمسألة الانتظار الطويل وكذلك المزاجية وسوء التنظيم وتجميع البطاقات بهدف المتاجرة أمور واضحة للعيان إضافة لمحاولات البعض خلق وافتعال أزمات بهدف الإساءة وتشويه عملية الدعم وتوجيهها بالاتجاه غير الصحيح مثل تهريب الدقيق للاتجار به وقيام البعض بتجفيف الخبز لبيعه كمادة علفية نظراً لارتفاع سعرها الأمر الذي يتسبب بالفوضى وحدوث الازدحام وبالتالي زيادة الطلب على المادة وخلق سوق سوداء للرغيف أمام المخابز والأفران .
موضوع ضبط الأفران وحل مشكلة الازدحام ليست معضلة مستحيلة الحل والحلول الحقيقية يجب أن تبدأ من معالجة الخلل داخل الأفران والمخابز وعدم السماح للعاملين أو للقائمين عليها بالتحكم فيها والتصرف كأنها مزارع خاصة بهم وبلا حسيب أو رقيب فأغلب تجار الخبز تربطهم علاقة وثيقة بمن هم داخل الأفران ولهم نسب معينة من الربح الفاحش والسؤال: لماذا لا يتم مراقبة الأفران عبر الكاميرات أو عبر تقنيات أخرى وتجريم المتاجرة بالخبز وتشديد العقوبات والضرب بيد من حديد على الأيدي التي تعيث فساداً بهذه المادة الضرورية ما يلحق ضرراً مباشراً للاقتصاد الوطني وللمجتمع والمواطن.
لماذا لا يكون التوزيع عن يومين بعد أن تم تقليص المخصصات بحيث يتم تخصيص أصحاب البطاقات التي تنتهي برقم مفرد أيام السبت والاثنين والأربعاء والبطاقات التي تنتهي بأرقام زوجية الأحد والثلاثاء والخميس وذلك تخفيفاً للازدحام وتجنباً لهدر وقت الآخرين.
أروقة محلية -بسام زيود