كم قتلت أميركا من المدنيين الأفغان باسم الخطأ غير المقصود تارة وتحت راية مكافحة الإرهاب تارة أخرى؟ كم شردت منهم باسم حرصها على الحريات المزعومة والديمقراطيات الغائبة؟ كم قتلت من القرويين البسطاء هناك حين ألقت طائراتها فوق رؤوسهم القنابل والصواريخ وادعت أنها تلقي لهم المساعدات الإنسانية؟.
كم قتلت وشردت وانتهكت حقوق السوريين والعراقيين والليبيين وبقية الشعوب المنكوبة بسياساتها وأطماعها تحت الذرائع ذاتها التي سوقتها في أفغانستان، ألم تدمر مدينة الرقة وتحولها إلى ركام بحجة قصف تنظيم داعش المتطرف في الوقت الذي كانت طائراتها تنقل عناصر التنظيم من منطقة إلى أخرى لاستثمارهم في حروبها المزعومة على الإرهاب، والتي ليس فيها إلا إرهاب السوريين وتجويعهم وحصارهم؟.
ولكن لماذا لا تقوم الأمم المتحدة ومؤسساتها والمحاكم الدولية بمحاسبة الإدارات الأميركية على سياساتها الإرهابية وعلى الجرائم التي يرتكبها جنودها في طول العالم وعرضه؟ لماذا تقيم هذه المحاكم الدنيا ولا تقعدها عندما يتعلق الأمر بخصوم أميركا وأعدائها حتى ولو لم يرتكب هؤلاء جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية كما تفعلها أميركا؟.
اليوم ترتفع الأصوات الدولية المطالبة بتقديم المسؤولين الأميركيين إلى العدالة على جرائمهم في أفغانستان وسورية وليبيا وغيرها من البلدان كي يدفعوا ثمن ما ارتكبوه من جرائم وانتهاكات لحقوق الإنسان هناك، ويحاسبوا على الفظائع التي قام بها جنودهم الغزاة ضد الأبرياء، ولكن مع كل أسف مازالت المحاكم الدولية نائمة لأن الأمر يتعلق بالسطوة الأميركية على قراراتها وآلية عملها.
البقعة الساخنة -بقلم مدير التحرير أحمد حمادة