أميركا.. من الإرهاب العسكري إلى الإرهاب الاقتصادي

 

 

تبدو الولايات المتحدة بحالة تخبط سياسي، حيث ارتدادات الهزيمة في أفغانستان أفقدها القدرة على التوازن عند التفكير باتخاذ قرارات انسحاب مشابهة، هي تائهة بين فكرة إنهاء “عملياتها العسكرية الكبرى” التي اعتبرها بايدن بأنها باتت ضرورية، و انعكاسات أزمة المصداقية التي تواجهها لجهة التزاماتها مع حلفائها وشركائها وأدواتها من جهة ثانية، ولكن عليها في نهاية المطاف اتخاذ القرار المناسب لتقليل حجم الخسائر التي تمنى بها نتيجة فشل مخططاتها، وبفعل هزائمها العسكرية والسياسية والأخلاقية في أكثر من مكان في العالم.

بايدن اعترف بأن الحرب الأميركية المزعومة على الإرهاب، لم تقض على تنظيم القاعدة، وبأن هذا التنظيم انتشر بأماكن أخرى، وفي معرض دفاعه عن قرار الانسحاب المذل من أفغانستان طرح سؤالاً على منتقديه: “هل سنغزو كل مكان يتواجد فيه تنظيم القاعدة ؟”، وكان عليه أن يتحلى بالجرأة أكثر، ليكون السؤال هو:” هل علينا إنتاج المزيد من التنظيمات الإرهابية ونتخذها ذريعة لغزو مناطق أخرى في هذا العالم؟”, وبغض النظر عن ماهية السؤال المطروح، فإن الإدارة الأميركية باتت تعي تماماً مدى المخاطر التي تواجه قواتها الغازية والمحتلة في أكثر من مكان، ولاسيما في منطقتنا، وهي لا شك تأخذ على محمل الجد مسألة إصرار دول محور المقاومة على طرد القوات الأميركية مهما كلف الثمن.

أميركا ما زالت تعبث بأمن واستقرار المنطقة، وما زالت تتخذ من مكافحة الإرهاب شماعة لمواصلة اعتداءاتها واحتلالها أجزاء من الأراضي السورية، فـ”داعش والنصرة” أنشأتهما الاستخبارات الأميركية من رحم “القاعدة”، ويكفي أن ترفع واشنطن عنهما غطاء الحماية حتي يتكفل الجيش العربي السوري وحلفاؤه في الميدان بالقضاء عليهما واجتثاثهما من الجذور، وكذلك لا مبرر لاستمرار وجودها الاحتلالي في العراق طالما أن الجيش العراقي وقواته الحليفة يطاردان فلول “داعش” وخلاياه النائمة، فمتى تتحلى إدارة بايدن بالجرأة والحكمة السياسية وتعجل بخروج قواتها المحتلة من هذين البلدين، قبل أن تتعاظم خسائرها بفعل المقاومة الشعبية المتصاعدة ضدها، وعندها لن يضطر بايدن ليسأل: “هل علينا أن نغزو كل بلد أوجدنا فيه “داعش والنصرة”؟.

أميركا تعيش حالة صدمة الارتدادات العكسية لمشروعها الاستعماري، دعمها المفرط للإرهاب الدولي لم يسعفها في احتواء المتغيرات الحاصلة في موازين القوى العالمية، وبات انكفاؤها التدريجي عن مسرح الأحداث الدولية أمراً لا مفر منه، ولكن هذا لا يعني أنها ستكف عن سياسات البلطجة الدولية، من أجل محاولة تثبيت هيمنتها، فهي ربما تضطر للتخفيف من وطأة إرهابها العسكري، ولكنها لن تكف عن ممارسة إرهابها الاقتصادي لحصار الشعوب وتجويعها، فشهيتها لم تزل مفتوحة نحو شن المزيد من الحروب، ولكن بأشكال ووسائل أخرى.

نبض الحدث بقلم أمين التحرير ناصرمنذر

آخر الأخبار
حملة "فداء لحماة"... أكبر مبادرة إنسانية وتنموية منذ سنوات حلب بين الذاكرة والتبرعات.. جدل حول تسمية الشوارع حزمة مشاريع خدمية في عدد من المدن والبلدات بريف دمشق تنظيم ١٥ ضبطاً بعدد من المنشآت السياحية في اللاذقية بدء ري الأراضي للموسم الشتوي من مشروع القطاع الخامس بدير الزور تجهيز 22 حاضنة أطفال في مستشفى الهويدي بدير الزور مشاركون في "سيريا هايتك": فرص استثمارية واعدة بالسوق السورية الرقمية  الزراعة العضوية.. نظام زراعي إنتاجي آمن بيئياً   أجهزة قياس جودة الزيت تدخل أسواق ريف دمشق أربع آبار لمياه الشرب تلبية لاحتياجات سكان بصرى الشام ومعربة  بعد 15عاماً.. سوق الإنتاج بحلب أعاد افتتاح أبوابه بأكبر مهرجان للتسوق  "المركزي" يكشف عن إجراءات جديدة لإدارة السيولة ودعم القطاع المصرفي ضبط أربع سيارات محملة بمواد متفجرة وعضوية في بصرى الشام العودة إلى "سويفت".. اختبار حقيقي لجاهزية البنية المصرفية التسعير والسوق.. هل حان وقت إعادة ضبط الآلية؟ وحدة كردية أم انحسار استراتيجي؟.. سحب أوراق "قسد" وإعادة رسم التوازنات في دمشق  "أمازون": هجمات سيبرانية إيرانية تمهد لعمليات عسكرية مباشرة نقص حادّ بخدمات البنية التحتية في "بابا عمرو" بحمص  "نقل اللاذقية".. جودة بالخدمات وسرعة في إنجاز المعاملات  بمشاركة وفد أردني و233 شركة محلية ودولية.. انطلاق معرض "سيريا هايتك"