الثورة أون لاين – ديب علي حسن:
نعرف أن الكثير من الموارد المالية قد شحت بفعل الإرهاب الذي لم يترك مكاناً استطاع الوصول إليه إلا وعمل على تخريبه وتدميره.. من البنى التحتية إلى الصناعات والزراعة يدعمه في ذلك العدوان الأميركي والتركي بسرقة الموارد السورية.
هذا يعني أن علينا أن نبحث عن مكامن جديدة للموارد المالية وبالتالي استكشاف كل فرصة والعمل على استغلالها لتكون في المصلحة العامة.
نعي أهمية هذا ومن هنا نقدر أن التصدير الصناعي أو التجاري أو الزراعي يسد ثغرة كبيرة ولاسيما الزراعي، فحسب معطيات تداولتها الكثير من المواقع وهي منسوبة إلى نائب رئيس لجنة التصدير أنه يتم يومياً تصدير أكثر من ألف طن من الخضراوات والفواكه.
وهذا ليس رقماً صغيراً أبداً .. ما يفسر لنا أننا في موسم الخضراوات نشهد ارتفاعاً مجنوناً لأسعارها، فهل يعقل أن يكون سعر كيلو البندورة في أوج العطاء ١٢٠٠ ليرة، والفاصوليا ء 4٠٠٠ والبامياء 5٠٠٠ وقس على ذلك الكثير..
ومن المعروف أن هذا الشهر يمثل ذروة العمل إعداد مؤونة الشتاء من حيث تجفيف الكثير من الخضراوات ورب البندورة والمكدوس.
لكن للأسف لم تستطع معظم الأسر لحد الآن من استكمال ما تريد من مؤونة.
فلماذا لا تعمل الجهات المعنية على إيقاف التصدير لمدة نصف شهر على الأقل أو التخفيف منه إلى النصف حتى يتاح للأسرة السورية على الأقل استكمال مؤونتها.
المفارقة الغريبة أننا نصدر أفضل ما لدينا، ويبقى ما ليس بالجودة ونشتريه بأغلى الأسعار، كأنه لايكفينا أن بعض تجارنا يستوردون أسوأ البضائع وندفع أعلى الأسعار.. حتى يكاد يقول المتابع: لم نستفد شيئاً من التصدير، لم نره ينعكس على أرض الواقع كقوة شرائية، بل ندفع ثمنه مرات ومرات.
لابد من تحرك من المؤسسات المعنية على الأقل خلال هذا الشهر وما تبقى منه للمؤونة، فمن غير المعقول أن يبقى الوضع هكذا وسط استياء يلمسه الجميع ما عدا من يهمه الأمر.
هل ندخل بهدنة تصديرية؟
ولا يدعين أحد ما أن المزارع قد يقع بخسارة ..لا.. والمعطيات على أرض الواقع تشير إلى عكس ذلك تماماً، فعلى سبيل المثال هناك ٣٠ معمل كونسروة في درعا تعمل وتنتج يومياً حسب التلفزيون السوري .. ٢٠٠ طن رب بندورة..
يعني أن عجلة التصنيع الزراعي تدور بقوة.. بقي أن نرى المواطن بعين أنه الغاية والهدف لا التصدير.