دحر أميركا أمر محتوم.. فهل تنسحب حفاظاً على ماء وجهها؟

 

 

 

المؤشرات الميدانية، والمعطيات السياسية، تؤكد أن انسحاب الولايات المتحدة من كلّ المنطقة بات أمراً محتوماً، وهذا يفرضه واقع حال الفشل المتراكم الذي وصلت إليه السياسة الأميركية، وصانعو القرار الأميركي على علم ودراية بتداعيات هذا الفشل على مكانة وهيبة بلادهم، وهم معنيون بإيجاد طرق مناسبة تعجل من انسحاب قواتهم العسكرية بطريقة تحفظ ما بقي من “ماء الوجه” لأميركا، وإلا سيعانون من تجرع مرارة الانسحاب المذل كما حدث في أفغانستان.

المشكلة التي تواجهها الولايات المتحدة وتؤخر إعلان انسحابها من المنطقة، تكمن في حالة التخبط والانقسام الحاد بين سياسييها ومسؤوليها “ديمقراطيون وجمهوريون”، وحتى داخل مؤسساتها العسكرية والأمنية والاستخبارية والسياسية، فيرى القسم الأعظم أن الانسحاب بات ضرورة ملحة لتقليل حجم الخسائر الناجمة عن الحروب، والتدخلات العسكرية الخارجية، فيما يضغط القسم الآخر باتجاه إبقاء قوات بلادهم الغازية منتشرة في أكثر من مكان، للحفاظ على مصالح واشنطن الاستعمارية، ومن أجل حماية وكلاء مزعومين يعملون على تنفيذ الأجندات الأميركية في المنطقة، لاسيما في ظلّ التغير الحاصل في توازنات القوة الدولية.

الاستمرار برعاية الإرهاب، ودعمه بكلّ الوسائل والسبل الممكنة، هي النقطة الأبرز التي يجمع عليها كلّ المسؤولين الأميركيين، وهذا هو السبب الرئيسي الذي يمنع الإدارة الأميركية من اتخاذ قرار سريع بالانسحاب من المنطقة بهذه المرحلة، لاسيما وأنها تتخذ من التنظيمات الإرهابية التي تحتضنها وترعاها ذريعة لاستمرار وجودها الاحتلالي، وبالتالي الاستمرار في ممارسة سياسة السرقة والنهب لثروات شعوب هذه المنطقة، “سورية والعراق” نموذجاً، كما أنها تتخذ من “داعش والنصرة وقسد” وسيلة لقطع التواصل الجغرافي بين دول محور المقاومة، إلى جانب اتخاذها ورقة ضغط وابتزاز لتحقيق أهداف سياسية لا تزال عاجزة عن تحقيقها، ولكن سيرورة الأحداث تؤكد أن الاستمرار برعاية الإرهاب لن يحقق لأميركا مصالحها على المدى الطويل، وهي لن تستطيع منع هزيمته مهما قدمت له من دعم، وتحرير سورية لمعظم أراضيها من رجس هذا الإرهاب خير شاهد، ولو استطاعت الولايات المتحدة تحقيق أهدافها عبر دعم الإرهاب والعدوان المباشر، لما لجأت لسياسة الحصار والعقوبات لتجويع الشعب السوري الذي انتصر على الإرهاب الأميركي.

الدعم الأميركي المفرط للإرهاب الدولي، ليس في سورية والمنطقة وحسب، وإنما في مناطق عديدة في العالم، أنتج هذا المشهد الفوضوي بصورته الراهنة على المسرح الدولي، ورغم ذلك فإن أميركا لم يعد بمقدورها تحريك دفة الأحداث وفق مشيئتها، فالعالم يتغير رغماً عن إرادتها، وهي تسجل اليوم فشلها الاستراتيجي، الصريح والمعلن، في سورية والعراق وإيران وفلسطين المحتلة واليمن، وهي تجنح قسرياً نحو الانسحاب من المنطقة، وتبرر ضمنياً انكفاءها التدريجي غير المعلن، بالتفرغ لمواجهة روسيا والصين باعتبارهما أكبر قوتين تهددان مكانتها العالمية، ومن مصلحتها أن تعجل بانسحابها لأن مواصلة الرهان على الإرهاب والاستثمار فيه هو رهان خاسر ومدمر لأمنها ومصالحها، وعليها أيضاً أن تتحسب لعواقب بقائها الاحتلالي فترة أطول، حيث طردها، وإخراج قواتها العسكرية من المنطقة هو هدف استراتيجي لدول محور المقاومة لن تحيد عنه.

نبض الحدث بقلم أمين التحرير ناصر منذر

آخر الأخبار
إعزاز تحيي الذكرى السنوية لاستشهاد القائد عبد القادر الصالح  ولي العهد السعودي في واشنطن.. وترامب يخاطب الرئيس الشرع  أنامل سيدات حلب ترسم قصص النجاح   "تجارة ريف دمشق" تسعى لتعزيز تنافسية قطاع الأدوات الكهربائية آليات تسجيل وشروط قبول محدّثة في امتحانات الشهادة الثانوية العامة  سوريا توقّع مذكرة تفاهم مع "اللجنة الدولية" في لاهاي  إجراء غير مسبوق.. "القرض الحسن" مشروع حكومي لدعم وتمويل زراعة القمح ملتقى سوري أردني لتكنولوجيا المعلومات في دمشق الوزير المصطفى يبحث مع السفير السعودي تطوير التعاون الإعلامي اجتماع سوري أردني لبناني مرتقب في عمّان لبحث الربط الكهربائي القطع الجائر للأشجار.. نزيف بيئي يهدد التوازن الطبيعي سوريا على طريق النمو.. مؤشرات واضحة للتعافي الاقتصادي العلاقات السورية – الصينية.. من حرير القوافل إلى دبلوماسية الإعمار بين الرواية الرسمية والسرديات المضللة.. قراءة في زيارة الوزير الشيباني إلى الصين حملات مستمرة لإزالة البسطات في شوارع حلب وفد روسي تركي سوري في الجنوب.. خطوة نحو استقرار حدودي وسحب الذرائع من تل أبيب مدرسة أبي بكر الرازي بحلب تعود لتصنع المستقبل بلا ترخيص .. ضبط 3 صيدليات مخالفة بالقنيطرة المعارض.. جسر لجذب الاستثمارات الأجنبية ومنصة لترويج المنتج الوطني المضادات الحيوية ومخاطر الاستخدام العشوائي لها