كثيرة هي التصريحات الرنانة التي يطلقها أركان النظام التركي حول سورية، بداية من رأسه أردوغان إلى أدنى مسؤول فيه، والتي تجانب الحقيقة، وتتحدث عن أوهام لا وجود لها إلا في عقولهم وخيالهم الاستعماري.
وهي ليست جديدة علينا، ولا هي استثنائية، بل اعتاد السوريون والعالم كله عليها، ويدركون مدى كذبها ومخالفتها للواقع، فمن يصدق بأن هذا النظام الذي تحتل قواته الأراضي السورية في الشمال والجزيرة حريص على وحدة سورية وسيادتها واستقلالها، ومن يصدق أقطاب حكومته وهم ينظّرون ويحاضرون على الدنيا بحرصهم على اللاجئين وحقوق السوريين فيما قواتهم الغازية وإرهابيوهم هم من يهجرونهم من مدنهم وقراهم؟.
جديد التضليل التركي في هذا الإطار ما ساقه أردوغان من أباطيل حول دور نظامه في مكافحة الإرهاب المزعوم، وهو الذي يدعم جبهة النصرة وأفراخها المصنفة على لوائح الإرهاب الدولي، وما يجري في إدلب خير شاهد على ذلك، وما جرى خلال السنوات الماضية في الشمال من تنكره لتعهداته بمحاربة تلك التنظيمات الدليل الأكبر.
أيضاً فإن ما جاء به أردوغان من تصريحات مثل ادعاء حماية الأمن التركي المزعوم، وأن سورية تشكل خطراً مزعوماً على بلده، ينسحب عليها الكلام ذاته، فمن هو الذي يهدد أمن الآخر، أهي سورية المحتلة أرضها أم نظامه الذي يحتلها وينشر الفوضى الهدامة في طولها وعرضها، ويدعم التنظيمات المتطرفة بالسلاح والمال والحماية؟.
قصارى القول من ينشر الفوضى ويدعم التنظيمات المصنفة على لوائح الإرهاب الدولي، ويحتل أراضي الآخرين، ويسرق ثرواتهم، ويمارس سياسات “التتريك” بحقهم، لن يصدقه أحد، وستبقى تصريحاته الرنانة حبيسة أدراجه ولن يكون لها أي مفاعيل على الأرض، وأصحاب الأرض والحق هم المنتصرون.
البقعة الساخنة -بقلم مدير التحرير أحمد حمادة