نشأت الفكرة في أذهان بعض المتطرفين، اشتغل عليها معتنقوها وراقت لمن أثرى حقدهم الضغينة على العرب والمسلمين.. تبلورت الفكرة الصهيونية، ولاقت ممن فكرهم استعماري وَغْرٌ ترحيباً، دعمها حاخامات اليهود صهيونيو العقيدة الفاجرة.
كان لابد من تهيئة أرضية بنيوية تتلقاها وتساندها في الجغرافيا العربية، بعد الاتفاق على أن تكون فلسطين الأرض الموعودة ليهود العالم. والحقيقة ما كانت اليهودية إلا رداءً للصهيونية تستتر به. لماذا فلسطين؟؟ لأنها مركز العالم القديم وأرض الأنبياء.
وُظِّف الدين اليهودي لنشر الصهيونية العالمية، لأن الدين هو الأكثر استهواءً لعقول متطرفة وأخرى ساذجة، واللعب على نبوة موسى عليه السلام وأرض كنعان، كلها مواد قابلة للنشر والاستقطاب؛ بإثارة العاطفة والعزف على وتر التاريخ المزعوم..
شاطئ الأحلام الصهيونية، لابد من شاطئ قبالته يسانده، لتكتمل الصورة الباهتة وتأخذ لوناً أغمق.. برقت فكرة تصنيع دويلات على شاطئ الخليج العربي. فكرة قابلة للتطبيق، صار لابد من إنشائها.. ما رفضته الكويت قبلته إمارات صُنعت رثة.
وُضعت خارطة الجزيرة العربية على الطاولة وبدأ مقص الصهيونية يقطع الحجاز ونجد وسميت بالسعودية، البلد الوحيد اسمه مكنى باسم من جاؤوا بهم ليحكموه، في سابقة عالمية.. رسم قلمهم (المغرز) خرائط الإمارات على شاطئ الخليج العربي.
نتج عن العمل مساحات صغيرة يسهل إدارتها عن بعد. نُصّب عليها من يدورون في فلك من أوجدهم لا يخالفون لهم أمراً.. وما بين المد والجزر في القرب أو البعد عن أقطار الأمة العربيةـ تتأرجح معالم سياسات الملوك والأمراء.
هالة الدين التي يبدونها هي الأكثر بعداً عن فحوى الدين الحنيف، هي مثار التطرف يمارس فيها أحكاماً مغلوطة مشوهةً لصورة الإسلام السمح، ما أدى لاستهجانه ونبذه من العالم، وتأجيج نزعة الكراهية ضده، حتى من المسلمين أنفسهم..
رؤى رُسمت بدقة، من شرذمة مدروسة متقَنة الصنع، خطة { (خارطة طريقها) المصطلح العبري الذي تبنته الأمم المتحدة وتم تداوله} موضوعة للتنفيذ بدقة متناهية وعلى مراحل يسير بتؤدة وتأنٍّ وفق قراءات علمية موضوعية، لتعطي نتائج تلفت أنظار العالم، وتستقطب قبولهم للكيان من دون اعتراض.
تصانيف دقيقة، إتمامها أوهم العالم حول فكرة الوطن والمواطن، أنها الدولة الأكثر ديموقراطية، مبهرة فيما تؤسس لتشخيص ملامح العدالة (رغم زيفها الجليّ)صارت واقعاً في الأمم المتحدة أسقطت فلسطين. لكنها عنصرية فظة، وغير مرغوب فيها..
اعترفت في البدايات دول أممية كبرى بالكيان الصهيوني، على أن وجوده حتمي حتى لو أثّر ذلك في وحدة الأمة العربية، (لا يهم)، فالعالم الاستعماري برمته يسعى لتفتيتها، بعد تمزيقها بـ (سايكس بيكو) لأن أي قوة عربية تعتبر تهديد لأمن الكيان.
هذا ما جعل أي قوة تناهض الكيان، إرهابية بنظر مصنعيه؛ حتى لو كان أبناء الأرض أنفسهم، شرذمة دُرِست لتكون اليد الضاربة التي تحطم قلب الأمة العربية.. على مبدأ الكبار يموتون.. والشباب ينسون.. والأطفال لا ينتمون..
إلا أن الواقع أثبت أن الكبار تاريخ لا ينسى.. والشباب لم ولا يتخلى.. والصغار متجذرون لا يطيقون الذل.. لذا هي أرض مشتعلة لن تهدأ نارها إلا بتحريرها كاملة غير منقوصة، من البحر إلى النهر وأيّ كلام غير هذا مرفوض جملة وتفصيلا كائناً من كان قائله أو الساعي إليه… رحم الله أحمد جبريل صاحب العقيدة الراسخة مُرعِبَهم.
إضاءات- شهناز صبحي فاكوش