عشر سنوات ونيف, وبوصلة الحدث السياسي الأهم في العالم, صوب دمشق, وحين نقول دمشق يعني سورية كلها, بما تختزنه من معاني الحضاة والثقافة والمواقف, ولأنها شريان القلب العالمي, فمن الطبيعي أن تكون الاتجاه بغض النظر عمن يضع البوصلة, وماذا يريد من سمت دمشق.
اليوم لم يتغير السمت, ولا الاتجاه, وإن كان الكثيرون في العالم قد فهموا ماذا أعد الغرب للعدوان على سورية, وتغير المزاج العالمي الذي كان يجري كما التابع وراء أكاذيب الدعاية الغربية المضللة, السوريون بما أنجزوه في محاربة الإرهاب نيابة عن العالم كله, قدموا الأنموذج الحقيقي للشعب الذي يعرف كيف يصون تراب بلاده, وكيف يفكك الحبائل التآمرية, ويعريها وينتقل إلى مرحلة فضحها في العالم كله, بأدوات الحق والصراحة والإيمان أن قوة الشعب لا تقهر, وإرادة الحياة الحرة الكريمة لايمكن أن تتزعزع لحظة واحدة.
لقد أنجزت سورية تحرير معظم أراضيها, وقدم الجيش والشعب تضحيات جساما, ولم يرد الجيش السوري دخول منطقة إلا فعل ذلك, لكنه دائماً وأبداً كان يعطي من غرر به الفرص الكثيرة, ويصبر ويصابر(أليست درعا مثالاً حاضراً).
واليوم تتجه الأنظار نحو جزء غال من الجسد السوري, إنها إدلب التي زج بها النظام التركي مرتزقته الذين استقدمهم من أماكن كثيرة, إدلب على موعد مع التحرير, هي معركة سورية كلها, وليست معركة إدلب, نعرف أن الأعداء يكيدون, ويخططون, وما تعده الخوذ البيضاء ليس إلا جزءا من أحقادهم, ومع ذلك, إدلب عائدة إلى أرض الوطن وسيكون لنصرها وعودة أهليها من احتجازهم القهري موعد قريب, قريب, إنه فعل الإنجاز السوري.
البقعة الساخنة- ديب علي حسن