الثورة أون لاين- محمود ديبو
رغم النقص الكبير الحاصل في الخبرات الفنية والإدارية والمهنية في مختلف القطاعات والمجالات إلا أنه من حين لآخر تعود بنا الوقائع لتؤكد أهمية الحفاظ على ما تبقى من هذه الخبرات ودعمها وتأمين ظروف عمل مناسبة لها بالنظر إلى أهمية دورها في إدارة عجلة الاقتصاد والإنتاج والخدمات.
يقول الخبر إن فنيي الشركة العامة للإسمنت بحماة استطاعوا بإمكانياتهم وخبراتهم أن يبتكروا حلولاً خلاقة للأعطال التي طالت بعض خطوط الإنتاج في الشركة، وذلك بعد تعذر الوصول إلى تأمين قطع تبديل من بلاد المنشأ بسبب ظروف الحصار والعقوبات الاقتصادية الجائرة على سورية.
هذا الإنجاز الوطني أدى إلى ضمان استمرار عملية الإنتاج في الشركة دون توقف، بعد أن كان هذا شبه متعذر.
وفي نفس الاتجاه استطاع فنيو الكثير من الشركات والمنشآت الصناعية العامة من تطوير حلول محلية لمعظم المشكلات التي واجهتهم بسبب الأعطال وصعوبة تأمين قطع التبديل لإجراء الصيانات.
قصص النجاح هذه والابتكارات التي أنجزوها تؤكد وجود طاقات وخبرات مهمة تستحق الاهتمام والمحافظة عليها وتطوير إمكاناتها ودعم مقدراتها، خاصة أن التفريط بها سيأخذ العديد من المنشآت إلى مطارح غير مرضية، وهذا ما شهدناه في عدد من منشآتنا العامة التي خسرت عمالتها الماهرة والمدربة خلال سنوات الحرب على سورية ولم تستطع أن تعوضها خاصة بعد اعتماد الآلية الجديدة بالتوظيف في الجهات العامة.
اليوم هناك نواقيس خطر تدق في أكثر من اتجاه وجميعها تشير إلى النقص الكبير في اليد العاملة وأن خروج ما تبقى منها بسبب التقاعد أو الوفاة سيؤدي إلى ضياع خبرات مهمة كان يجب أن تنتقل للأجيال اللاحقة لكي تبقى تلك المؤسسات والشركات محافظة على سوية إنتاجها وعملها.
هي مسألة لها من الأهمية ما يدعو إلى إعادة النظر بمستوى معيشة العاملين في الجهات العامة بمختلف قطاعاتهم أولاً وإنجاز التعديلات اللازمة على قانون العاملين المنتظر منذ عدة سنوات، والسعي لملء الشواغر الكثير وخاصة في شركاتنا الصناعية التي بدأت تخسر خبراتها الفنية دون أن تستطيع ترميم النقص الحاصل فيها، في ضوء ما تم اعتماده من آليات التوظيف والتعيين في الجهات العامة.