يبدو أن فائض العدوان الذي يختزنه الكثيرون في الغرب ، لايقف عند حدّ من الحدود، لم يشبعوا من استعمارهم البغيض وما أذاقوه للشعب العربي، وغيره من شعوب العالم من ويلات الحرب، وها هم اليوم يريدون أن يشوهوا الحقائق ويغيروا الوقائع التي لايمكن لأحد في العالم أن ينكرها.
فرنسا الاستعمارية التي جثمت على صدر الجزائر أكثر من مئة عام ، لم تترك أمراً يخطر ببال الشيطان إلا وفعلته ، حتى إنها جربت قنابلها النووية على السجناء ، اليوم ماكرون بفائض حقده وغبائه يفتح صفحات الماضي ، ويظن أن الذاكرة قصيرة ، وأن الألم والخراب والدمار الذي مارسته بلاده هناك يمكن أن يطوى بصفحات يريد هو أن يكتبها زوراً وبهتاناً ، بل يصل به الأمر حتى التشكيك بالشعب الجزائري ، وبغض النظر أنه أراد من خلال ذلك توجيه رسائل إلى اردوغان الذي يدّعي أنه وريث الامبراطورية العثمانية ، فكلاهما استعمار بغيض مريض بالنهب والسلب، والعمل على ارتكاب الفظائع،
فالجزائر الشعب والدولة والتاريخ بجذورها الضاربة في أعماق التاريخ ، قبل أن يكون لصوص بني عثمان ، وقبل أن تكون فرنسا ،شعب يستطيع بعد مئة عام ونيف من النضال والصبر والمصابرة أن يحرر أرضه ، وينتزع استقلاله ، هو الذي يعطي الشرعية للآخر ، وهو من يحقّ له أن يصدر الشهادات بحق الدول ، لا الدول التي تعج بأحقادها ، ولا تعرف إلا لغة الاستكبار والغرور ، مع أنها تدرك أن زمن ذلك ولى إلى غير رجعة.
فرنسا ، ليست أرض النور أبداً ، ولا هي عاصمة الثقافة الإنسانية، فمن يطفح بمثل أحقاد ماكرون ، ليس إلا دولة شر تحلم أن يعود الماضي بأي شكل من الأشكال ، مع تبييض صفحتها، لكنّ ذلك الأمر المستحيل.
إنها الجزائر ، تحيا الجزائر، وسيبقى النشيد الخالد أقسمنا أن تحيا الجزائر.
من نبض الحدث- ديب علي حسن