صناعة ثقافية

كثيراً ما نتابع صوراً تزودنا بها وسائل التواصل الاجتماعي عن مواقع هامة كانت تحمل في جعبتها الكثير من مضامين حضارتنا، وصور أخرى تبين ما آلت إليه هذه المواقع، وكيف تحوّلت إلى أماكن للاستهلاك اليومي من مقاه أو مولات أو أبنية سكنية، حتى لتكاد هذه الأخيرة تطمس معالم المكان، ليكتسي حلّة جديدة تندثر خلالها أجزاء من ذاكرة الشعب ووقائعه وأيامه.

والمعضلة الكبيرة أن هذا يجري على مرأى ومسامع الجميع دون أن يقف أحدهم معارضاً هذا التشويه وطمس المعالم، إلا من أصوات خافتة لا تقدّم أو تأخر، ما يحفز الكثير على التمادي في غيهم دون مراعاة لقيمة هذه الأماكن الأثرية التي تشكّل جسراً متينا يصل الحاضر بالماضي، ويربط المرء بمنجز أجداده الحضاري الضاربة جذوره في عمق التاريخ.

وهنا لابدّ أن ندرك أهمية الحفاظ على تراثنا بشقيه المادي وغير المادي، وعدم التفريط بهما وتبني استراتيجية ثقافية تقوم في معاييرها الأساسية على تجريم كلّ من تسول له نفسه الاعتداء على الأماكن التراثية التي تعد جزءاً لا يتجزأ من الهوية الوطنية والعقل الجمعي للأمة بما يحمل من عادات وتقاليد وقيم نبيلة، وليس هذا فحسب، بل تشكّل امتداداً حضارياً نحو المستقبل.

وفي تجارب الشعوب الكثير من الخبرات التي تسعى إلى ربط المواطن بتراث أجداده، والتوجه إلى الصناعة الثقافية، واستثمار السياحة الثقافية الترفيهية في آن معاً، للتعرف على مكنونات حضارة الأجداد والاعتزاز بما قدّمه الآباء للأبناء، في رسالة لهم للحفاظ على إرثهم والوفاء لمسيرتهم.

ولا أظنه ضرباً من المحال محاولة استقطاب شرائح المجتمع في رحلاتهم، وخصوصاً فئة الشباب نحو زيارة الأماكن التراثية بعيداً عن المولات وإغراءات التسوق، وتذكيرهم بتاريخ أجدادهم العريق وتعزيز مشاعر الانتماء والهوية الوطنية، وخصوصاً في عصر تسيطر فيه التكنولوجيا على عقولهم، وتأخذهم وراء صفحاتها الزرقاء والبيضاء والفضية دون إدراك منهم بأنها تغرقهم في بحور لاقرار لها.

تراثنا .. ذاكرتنا ووسيلتنا لتحصين هويتنا، فلتتوجه الاستراتيجية الثقافية نحو دعم وتشجيع الصناعة الثقافية.

رؤية- فاتن أحمد دعبول

آخر الأخبار
الأتارب تُجدّد حضورها في ذاكرة التحرير  الثالثة عشرة وزير الطوارئ يبحث مع وزير الخارجية البريطاني سبل مكافحة حرائق الغابات تحية لأبطال خطوط النار.. رجال الإطفاء يصنعون المعجزات في مواجهة حرائق اللاذقية غابات الساحل تحترق... نار تلتهم الشجر والحجر والدفاع المدني يبذل جهوداً كبيرة "نَفَس" تنطلق من تحت الرماد.. استجابة عاجلة لحرائق الساحل السوري أردوغان: وحدة سوريا أولوية لتركيا.. ورفع العقوبات يفتح أبواب التنمية والتعاون مفتي لبنان في دمشق.. انفتاح يؤسس لعلاقة جديدة بين بيروت ودمشق بريطانيا تُطلق مرحلة جديدة في العلاقات مع دمشق وتعلن عن دعم إنساني إضافي معلمو إدلب يحتجون و" التربية"  تطمئن وتؤكد استمرار صرف رواتبهم بالدولار دخل ونفقات الأسرة بمسح وطني شامل  حركة نشطة يشهدها مركز حدود نصيب زراعة الموز في طرطوس بين التحديات ومنافسة المستورد... فهل تستمر؟ النحاس لـ"الثورة": الهوية البصرية تعكس تطلعات السوريين برسم وطن الحرية  الجفاف والاحتلال الإسرائيلي يهددان الزراعة في جنوب سوريا أطفال مشردون ومدمنون وحوامل.. ظواهر صادمة في الشارع تهدّد أطفال سوريا صيانة عدد من آبار المياه بالقنيطرة  تركيا تشارك في إخماد حرائق ريف اللاذقية بطائرات وآليات   حفريات خطرة في مداخل سوق هال طفس  عون ينفي عبور مجموعات مسلّحة من سوريا ويؤكد التنسيق مع دمشق  طلاب التاسع يخوضون امتحان اللغة الفرنسية دون تعقيد أو غموض