ينفرد الكيان الصهيوني دون غيره بانتهاكات كافة أشكال حقوق الإنسان وكلّ القوانين المرتبطة بها، وذلك بحماية مباشرة من جانب الولايات المتحدة الأميركية متزعمة الإرهاب العالمي وكلّ الدول التابعة لها التي تحيا على الإرث الاستعماري البغيض، والتي تدعي في الوقت نفسه الدفاع عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.
فمنذ أن وطأت أقدام المستوطنين الصهاينة الأوائل أواخر القرن التاسع عشر أرض فلسطين العربية على شكل هجرات متفرقة، مارس هؤلاء الشذاذ إرهاباً لم تعرفه الأرض العربية من قبل، إلا في حالات الاستعمار والاحتلال، وراح هذا الإرهاب والإجرام يتصاعد أكثر فأكثر مع مرور الزمن دون حسيب أو رقيب.
وعلى الرغم من تشكيل مجلس يعنى بحقوق الإنسان يتبع للأمم المتحدة ويعقد ثلاث دورات سنوياً، إلا أن الكيان الصهيوني بقي مارقاً يمارس كلّ ما يحلو له من أفعال إرهابية وعنصرية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي جولاننا السوري المحتل وفيما تبقى من الأراضي اللبنانية المحتلة.
وأول ممارسات الكيان الصهيوني العدوانية هي الاستيلاء على الأراضي العربية بقوة السلاح وإقامة المستوطنات عليها وتوسيع الكتل الاستيطانية فيها، وسرقة الموارد الطبيعية، ناهيك عن تهجير السكان الأصليين والتغيير الديمغرافي الممنهج الذي تمارسه قوات الاحتلال بشكّل متواصل ضاربة عرض الحائط بالتزاماتها بموجب القانون الدولي كسلطة احتلال.
وشكّل انتهاك حقوق الإنسان العربي في الأراضي العربية المحتلة من أبشع الانتهاكات وأفظعها على الإطلاق، وذلك لأن الكيان بقي بمنأى عن المساءلة والمحاكمة بسبب الانحياز الأميركي له في كلّ المحافل الدولية بشكّل مخالف لكلّ القوانين والشرائع الدولية.
وبقيت إجراءات مجلس حقوق الإنسان والجمعية العامة وحتى قرارات مجلس الأمن الدولي قاصرة ودون تطبيق بسبب رفض الولايات المتحدة بشكّل دائم مناقشة أي موضوع يخص الكيان الصهيوني سواء كان في مجلس الأمن أو مجلس حقوق الإنسان أو أي هيئة أممية ودولية أخرى، الأمر الذي جعل هذا الكيان بعيداً عن المحاسبة ورافضاً بشكل كلّي تنفيذ القرارات الأممية ذات الصلة بالصراع العربي الصهيوني.
إلا أن هذا الأمر لن يطول وسيزول الاحتلال قريباً تحت ضربات المقاومة وسيتحرر الجولان العربي السوري من رجس الإرهاب الصهيوني وستقوم الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وستعود الأرض اللبنانية المحتلة إلى سيادة الدولة اللبنانية كاملة دون نقصان.
حدث وتعليق – راغب العطيه