الملحق الثقافي:حوار: خالد عارف حاج عثمان:
باحثةٌ وأديبة وإعلاميّة عربية تونسيّة، تمثّل قامة ثقافيّة لها حضورها العربيّ والقوميّ، تقف إلى جانب الشعوبِ في تحقيق مصيرها، ويؤرّقها ما يحدث على المنابر الثقافيّة في الوطن العربيّ.. توجعها جراح الأمّة العربيّة النازفة في العديد من أوطاننا، فتسعى ما أمكنها للتخفيف من هذه الجراح، عبر كتاباتها وأفكارها.
إنها الدكتورة «أميرة الرويقي» التي تواصلنا معها لمحاورتها، وتناول ما يخصّ كلّ ما تحدّثنا عنه، بادئين بسؤالها:
* كيف تعرِّفين القارئ بك، وبتكوينك الثقافيّ والأدبيّ والإعلاميّ، إضافة إلى مؤلفاتك الأدبية والثقافية؟.
** بدايةً أقول: شكراً لسورية الغالية، ولإعلامها والقائمين عليه.
لأنني أعجز حقاً عن التعريف بنفسي، أقول أن المسيرة مستمرة، وستستمر دوماً، سواء كانت أدبية أو إعلامية.. صعبٌ جداً أن أحصرها في سطورٍ أو حوارٍ.. لذا أدعو كلّ قرّائي الأوفياء، للاطّلاعِ على كتاباتي الأدبيّة والإعلاميّة، من خلال كتبي التي نُشرت، ومن خلال مكتبتي الشعرية. أيضاً، مقالاتي الموجودة على موقع وكالتي الإخباريّة التي أسّستها منذ ستِ سنوات، وهي مؤسّسة إعلامية ناجحة، وتزداد نجاحاً يوماً بعد يوم.
درستُ لغات أجنبيّة حيّة، في «معهد بورقيبة سكول»، وهو جامعة تونس الأولى، ومعروف عبر كلّ العالم، ويؤمّه طلابٌ من كلّ أنحاء هذا العالم، حتى من الصين.. درست اللغات الفرنسيّة والانجليزيّة والايطاليّة والروسية، فأنا أعشق اللغات، وأحبّها جداً..
كشاعرة، صدرت لي العديد من الكتب الشعريّة الأدبيّة، ولا أكتب الشّعر فقط، بل والنثر والقصص القصيرة والخواطر، والرواية أيضاً. ..وما أزال أكتب وأؤلّف، وأنجز كتباً أدبية وصلت حتى الآن، إلى أكثر من ستة وعشرين كتاباً..
كتبت للأطفال، وأنجزت أوبريت لهم عنوانه :»حديث الأجيال». لُحّن هنا في تونس، وغناه كورال الأطفال في مناسبات وطنيّة رسميّة، أمّا عن مقالاتي، فأنا خارج إطار كلّ ما يتعلّق بالدراسات الأدبية، لكنني أكتب عن السياسة الداخلية لتونس، وأيضاً الخارجية…
* كيف تقرأ الدكتورة «الرويقي» الحركة الثقافيّة في العالم العربي، ولا سيما في ظلّ ما يعيشه من أزماتٍ عديدة؟..
** سؤالٌ محيّر ومتعِب جداً. لماذا؟!.. لأنني أرى أن الثقافة تحوّلت إلى أشياءٍ أخرى غير ثقافيّة.. أصبحنا نشاهد ثقافات، منها ثقافة الإتجار بالثقافة والمثقفين، ثقافة اللغة الدخيلة على اللغة العربية الأم، ثقافة الشلليّة.. أي الثقافة التي يدّعيها كلّ شخصٍ له سلطة ما، في مكانٍ ما.
مثلاً: في دار ثقافةٍ أو مهرجان، نجد هذا الشخص، هو من يختار شلّته، أصدقاءه، معارفه.. الخ.. الوجوه الكالحة ذاتها، تظهر في المناسبات الثقافية في مختلف الدول العربية، ولا تظهر وجوه مثقّفين أو أدباء حقيقيّين، إلا من رحَم ربّي.
* كإعلاميّة، كيف قرأتِ ما حصل في سورية منذ بداية المؤامرة، التي استهدفت أرض وشعب وحضارة هذا البلد؟.
** تؤرّقني المؤامرة الكونيّة التي حيكت ضد سورية الغالية، بل الحرب التي تؤرّق أيضاً، كلّ عربي قوميّ شريف. أراها معرّة العرب، لأن أغلبهم وللأسف، شاركوا في هذه المؤامرة، ولم يهتموا أو يروا، بأن سورية العروبة هي قطعة من الخارطة العربية.. لقد اكتفوا بلعبِ دور المشاهد، لمسلسلٍ سوريٍّ دمويّ، لم تنته حلقاته. ..
لقد تكالبت على سورية كلّ كلابِ العالم، اعتبروها غنيمة كبيرة، وسعى كلّ منهم للمساعدة في تمزيقها لنيلِ حصّته، أو إشباعِ حقده وأنانيّته.. هو سايكس -بيكو جديد، أراه قد بدأ في التقسيم، وكأننا نعود بالتاريخ إلى الوراء، وأجد أن الحلّ من الداخل، ومن غير المقبول تدخّل أيّ طرفٍ خارجي في شؤونها، فلا أحد ممن يسعى للتدخّل، إلا وله أطماعٌ تضافُ إلى أطماعِ القوى الأجنبية.
أسأل هنا: هل انعدم الضمير العربيّ نهائياً!؟.. بل هل مات؟…
* ماهي الكلمة الأخيرة، للإعلاميّة والأديبة، الدكتورة أميرة الرويقي؟..
** أوجّه كلمتي إلى العرب، قائلة: «أيها العرب.. توحّدوا واستيقظوا من السبات العميق الذي أراكم فيه منذ قرون، ففي الاتّحاد قوّة جبارة.. في الاتّحاد انتصارٌ على عدوّنا الواحد، الصهيونية والإرهاب.
التاريخ: الثلاثاء5-10-2021
رقم العدد :1066