اليوم، وفي ذكرى حرب تشرين التحريرية، التي حررت فيها سورية أرضها المحتلة من دنس الصهاينة، ودكت الأسطورة الصهيونية المزعومة بأن الكيان الإسرائيلي الغاصب لا يقهر، يستكمل السوريون انتصاراتهم على الإرهاب ومشغليه وداعميه، وعلى المحتلين لأرضهم وسارقي ثرواتهم.
في الذكرى اليوم نرى أن صمود السوريين وصبرهم على مدى عقد من الحرب الإرهابية الظالمة والحصار الجائر أثمر عن نتائج كبرى في إعادة الأمن والأمان إلى ربوعهم، وعودة الكثير من عواصم العدوان عن تهديدها ووعيدها، وعودة المحتلين، وفي مقدمتهم التركي والأميركي، عن الكثير من خططهم الاستعمارية الشريرة.
فالأول حل في سوتشي منذ أيام وهو على إدراك تام بأن الساعة قد أزفت لانسحابه من الأراضي التي يحتلها في الشمال السوري، ولاسيما في إدلب، وحان الوقت لإخراج إرهابييه من هناك بلا رجعة، والثاني بدأ يسوق بضرورة انسحابه من الجزيرة السورية، وإن كان قد أوعز لأصحاب الرؤوس الصهيونية الحامية في الكونغرس بالبدء بنقاش (ساخن) مزعوم يجيز الانسحاب من عدمه، من باب توزيع الأدوار والتضليل والاستثمار المستمر بالإرهاب وإطالة أمد الأزمة ليس إلا.
في الذكرى أيضاً نشاهد انكفاء المشروع الصهيوني برمته، ونرى أن حكام الكيان الإسرائيلي الغاصب قد علموا علم اليقين أن أوهامهم بأن عدوانهم المتكرر على سورية لن يفضي إلى أي نتيجة لصالحهم، ولن تؤدي تلك الاعتداءات إلى استسلام المنطقة برمتها لمقولة تفوق كيانهم العنصري، ولن تقارب نتائجها إلا الصفر، وأن الاستسلام لشروطهم وأجنداتهم العدوانية التي تتصدرها تصفية القضية الفلسطينية ووأد حقوق الشعب العربي الفلسطيني، والتي اعتادوا على الرضوخ لها من قبل المطبعين، لن تجد لها مكاناً في قاموس السوريين وحلفائهم، وها هي ما تسمى “صفقة القرن” التي طبلت لها واشنطن طويلاً تذهب أدراج الرياح.
في الذكرى اليوم يستلهم السوريون معاني حرب تشرين المظفرة ومغازيها، وأولها أن أصحاب الأرض والحق منتصرون لا محالة، وأن الكيان الإسرائيلي الذي تمده أميركا وحلف الأطلسي بكل أسباب القوة هو أوهن من بيت العنكبوت أمام صمود المقاومين وإرادتهم، وأن الجيش العربي السوري الذي انتصر في تشرين سيحرر الجولان المحتل، وسيرفع في سمائها العلم السوري، وسيتابع حربه على الإرهاب والاحتلال في الشمال حتى تحرير آخر ذرة من تراب سوريه من رجسهما مهما كلّفه من تضحيات.
من نبض الحدث- بقلم: مدير التحرير أحمد حمادة