الثورة أون لاين- ديب علي حسن
ليست ذكرى , ولا بالحدث العادي الذي يمكن العبور عنه , حرب تشرين التحريرية , مفصل حقيقي في تاريخ المنطقة والعالم , ما قبلها ليس كما بعدها , فقد حدث الزلزال الذي كان يجب أن يحدث وبدت الامور كما هي في الواقع , الإنسان العربي جبار وقادر على الفعل والنصر واجتراح المعجزات , حين تتهيأ له أسباب ذلك , وها هي قد تهيأت , أعدت سورية ومصر العدة لذلك , وكان العمل المشترك رافعة النصر الحقيقي .
في السادس من تشرين ثمة عالم جديد تم رسمه من جديد , الكيان الصهيوني بغطرسته عرف حجمه الحقيقي , والغرب الذي أمده بكل أسباب الوجود أيضاً فهم الرسالة : حين يتحد العرب فهم القوة الضاربة التي لايمكن أن تهزم , وكانت بعد ذلك سلسلة المؤامرات التي حيكت لاغتيال هذا النصر , وما جرى بعد إنجاز تشرين , لم يكن خارج هذا الإطار , الكيان الصهيوني ومن وراءه قرؤوا جيداً ماذا يعني هذا النصر , وأعدوا الخطط لنزع نتائجه , والكل يعرف ماذا جرى أثناء الحرب وبعدها , وكيف بقيت سورية القوية الصامدة تخوض الحرب , وتُراكم نصراً وراء الآخر , وما يجري الآن ضدها من حروب إرهابية ليس إلا تتمة لسلسلة التآمر الذي لم يتوقف للحظة واحدة أبداً .
أبطال تشرين خاضوا حرب حزيران عام 1982 ضد العدوان الصهيوني على لبنان , وأبناؤهم كانوا العون للمقاومة اللبنانية في حرب تموز التي لقنت العدو أيضاً درساً لن ينساه , واليوم يخوض الأحفاد معركة الشرف والكرامة والسيادة , هم النسغ المستمر من الأجداد إلى الآباء , الوطن كرامتهم العليا , ونصره الشرف الذي ما بعده شرف , معركة تشرين مستمرة , وسورية تخوضها نيابة عن العرب جميعاً , تشرين التحرير فعل استمرارية لن يتوقف إلى أن يتحقق التحرير الكامل.