“غلوبال تايمز”: التوتر الأميركي الصيني.. إلى أين؟

الثورة أون لاين – ترجمة ميساء وسوف:
التقى يانغ جيتشي عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ومدير مكتب اللجنة المركزية للشؤون الخارجية يوم الأربعاء الماضي بمستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان لمدة ست ساعات في زيورخ بسويسرا، وكانت البيانات الصحفية الصادرة عن كلا الجانبين أكثر إيجابية مما يشير إلى أن الاجتماع كان مثمراً.
تحدث الجانبان عن أهمية المكالمة الهاتفية بين رئيسي البلدين الصيني والأمريكي التي جرت في 10 أيلول، ولم تكن هناك أوصاف واتهامات سلبية لأي طرف في كلا البيانين الصحافيين، فكانت اللهجة المستخدمة من قبل المسؤولين أكثر دقة حول الاختلافات بين البلدين، حيث قال مسؤولون أمريكيون لوسائل الإعلام إن الجانبين ناقشا أيضاً إمكانية عقد لقاء بالفيديو بين الرئيسين الصيني والأمريكي بنهاية العام الجاري.
ومع ذلك إذا قارنا البيانات الصحفية من كلا الجانبين، فهناك اختلافات كبيرة بين البلدين لا يزال من الممكن رؤيتها، وأكد يانغ أن الصين تعارض تعريف العلاقات الصينية الأمريكية على أنها علاقات “تنافسية”، ودعا إلى أن يكون لدى الجانب الأمريكي فهم عميق لطبيعة المنفعة المتبادلة للعلاقات الثنائية وأن يتفهم بشكل صحيح سياسات الصين الداخلية والخارجية ونواياها الاستراتيجية .
ومع ذلك ذكر البيان الصحفي لواشنطن “المنافسة” مرتين، كما أنها كررت عبارة “المنافسة المسؤولة” التي استخدمتها في العديد من البيانات الأخيرة لتُظهر المخاطر التي يسببها الصعود الصيني بالنسبة للعالم، حسب زعمها.
من الواضح أن تعريف واشنطن الاستراتيجي للعلاقات الصينية الأمريكية والتفكير الأساسي وراء سياستها تجاه بكين لا يزال كما هو، وأكد البيان الصحفي الصادر عن وزارة خارجيتها أنها ستواصل الاستثمار في القوة الوطنية للبلاد والعمل عن كثب مع الحلفاء والشركاء، هذا هو أسلوب الولايات المتحدة الذي يتكرر كثيراً وهو التحدث “من موقع قوة” وتقوية نظام التحالف للتنافس بقوة مع الصين.
ومع ذلك، فقد شددت مراراً وتكراراً على أنها لا تريد أن ترى “حرباً باردة جديدة”، بل إنها تريد منع المنافسة من التصعيد إلى المواجهة، وقالت الممثلة التجارية الأمريكية كاثرين تاي أيضاً إن الولايات المتحدة لا تسعى إلى الفصل، لكنها مستعدة لـ”إعادة الاقتران” على أساس جديد.
بالإضافة إلى ذلك، من الواضح أيضاً أن موقف الجانب الأمريكي تجاه الصين قد تم تعديله، ومن الأمثلة على ذلك الإفراج عن منغ وانزهو، المديرة المالية لشركة هواوي، كما أن واشنطن تستعد لاستئناف المشاورات الاقتصادية والتجارية مع الصين، بالإضافة إلى المزيد من الإجراءات والبيانات الإيجابية.
أصبحت استراتيجية الصين الأساسية متمثلة في عدم تقديم تنازلات مبدئية، أما الجانب الأمريكي فهو يريد دائماً التحدث “من موقع قوة”، لكن قوته أبعد من أن تكون كافية لتحقيق طموحاته لاحتواء تنمية الصين، فقد تضررت الولايات المتحدة بشدة من وباء COVID-19، الذي أودى بحياة أكثر من 700000 شخص حتى الآن، فهو لم يغرق الاقتصاد الأمريكي بشكل أعمق في إساءة استخدام نمط التحفيز فحسب، بل كشف أيضاً عن نقاط الضعف الأساسية للنظام الأمريكي وأضعف نفوذه العالمي.
ومن خلال تعزيز نظام التحالف الخاص بها، قامت الولايات المتحدة بشدّها بشكل أساسي في أستراليا واليابان، ففي الماضي استخدمت كانبيرا وطوكيو سلطة واشنطن لترهيب الدول الأخرى.
ولكن الآن يبدو أن العكس هو الصحيح، فسرعان ما أظهر الهجوم الأمريكي الشامل ضد الصين علامات الفشل، وقد علمت هذه الحقيقة واشنطن درساً هشاً إلى حد ما، فعلى الولايات المتحدة أن تخفف بعض الصراعات التي خرجت عن نطاق قدرتها مع الصين.
كما عدلت وتيرة سياستها تجاه الصين في الوقت الذي يسود فيه الرأي العام المناهض للصين في الولايات المتحدة، لذلك فإنه يجب علينا استخدام أفعالنا القوية لزيادة قوتنا القيادية الراسخة في العلاقات بين البلدين.
وتجدر الإشارة هنا إلى أننا نتمتع بقدرة كبيرة على التحمل في التمسك بالمسار الحالي نحو الولايات المتحدة، فاستراتيجية الولايات المتحدة تجاه الصين خيالية للغاية، لكن قدرتها ضعيفة بعض الشيء، فبينما تناقش الولايات المتحدة مراراً وتكراراً إنشاء البنية التحتية، خطت تشييد البنية التحتية في الصين خطوات عظيمة إلى الأمام.
بالإضافة إلى ذلك فقد أصبح نظام التحالف الأمريكي أكثر تعقيداً، على سبيل المثال، حليفتها التقليدية باريس غاضبة من واشنطن بسبب صفقة الغواصات النووية الأخيرة مع استراليا.
كما أن برلين لا تزال تتعارض مع إرادة واشنطن بشأن صفقة نورد ستريم 2 مع روسيا، كما تسبب فشل الولايات المتحدة في أفغانستان في إصابة جميع حلفاء واشنطن بخيبة أمل شديدة، فواشنطن لا تستطيع تحقيق هذه الأعمال دون عناء.

آخر الأخبار
المركزي يصدر دليل القوانين والأنظمة النافذة للربع الثالث 2024 تحديد مواعيد تسجيل المستجدين في التعليم المفتوح على طاولة مجلس "ريف دمشق".. إعفاء أصحاب المهن الفكرية من الرسوم والضرائب "التسليف الشعبي" لمتعامليه: فعّلنا خدمة تسديد الفواتير والرسوم قواتنا المسلحة تواصل تصديها لهجوم إرهابي في ريفي حلب وإدلب وتكبد الإرهابيين خسائر فادحة بالعتاد والأ... تأهيل خمسة آبار في درعا بمشروع الحزام الأخضر "المركزي": تكاليف الاستيراد أبرز مسببات ارتفاع التضخم "أكساد" تناقش سبل التعاون مع تونس 10 مليارات ليرة مبيعات منشأة دواجن القنيطرة خلال 9 أشهر دورة لكوادر المجالس المحلية بطرطوس للارتقاء بعملها تركيب عبارات على الطرق المتقاطعة مع مصارف الري بطرطوس "ميدل ايست منتيور": سياسات واشنطن المتهورة نشرت الدمار في العالم انهيار الخلايا الكهربائية المغذية لبلدات أم المياذن ونصيب والنعيمة بدرعا الوزير قطان: تعاون وتبادل الخبرات مع وزراء المياه إشكاليات وعقد القانون تعيق عمل الشركات.. في حوار التجارة الداخلية بدمشق بمشاركة سورية.. انطلاق فعاليات المؤتمر الوزاري الرابع حول المرأة والأمن والسلم في جامعة الدول العربي... موضوع “تدقيق العقود والتصديق عليها” بين أخذ ورد في مجلس الوزراء.. الدكتور الجلالي: معالجة جذر إشكالي... بري: أحبطنا مفاعيل العدوان الإسرائيلي ونطوي لحظة تاريخية هي الأخطر على لبنان عناوين الصحف العالمية 27/11/2024 قانون يُجيز تعيين الخريجين الجامعيين الأوائل في وزارة التربية (مدرسين أو معلمي صف) دون مسابقة