لم تكن سورية وحدها المستهدفة في العدوان عليها منذ عشر سنوات ونيف, إنما المستهدف نهج كامل من الحياة الحرة الكريمة والقرار المستقل الذي لايتبع ظل الولايات المتحدة والغرب, وهذا يعني أن العدوان كان ومازال يستهدف الدول المقاومة والممانعة التي تعمل من أجل سيادتها وكرامتها, وباختصار: إنه محور المقاومة الذي يمتد من دمشق إلى طهران, واقع وحقيقة يدركها هذا المحور الذي يسجل كل يوم انتصاراً جديداً بدءاً من المعارك الميدانية التي امتزج فيها الدم السوري مع دم الأصدقاء والحلفاء من محور المقاومة, وكانت نتائج الميدان التي أثمرت نصراً سياسياً ظهرت ثماره في المشهد السياسي الآن .
يضاف إلى هذا النصر الثبات الاجتماعي والفكري والثقافي الذي ظل يجيد توجيه البوصلة في المحور, توجه نحو تعاون اقتصادي فعلي وتبادل الخبرات والمعطيات, بل الشراكة التي نلمس نتائجها على أرض الواقع من خلال التشبيك الكلي الذي يعني المزيد من الثبات والنصر, وحصاد ثمار ما تم زرعه, بهذا المعنى يقرأ المتابع زيارة السيد وزير الخارجية الإيراني إلى سورية, ولقائه القيادة السياسية, وعلى رأسها السيد الرئيس بشار الأسد, ومما لاشك فيه أن تكثيف التعاون والتشاور في هذه المرحلة يعني الكثير, لاسيما في ظل هجمة غربية صهيونية على محور المقاومة بدءا من الاعتداءات الصهيونية على سورية, إلى التضليل الإعلامي والخبث والدهاء السياسي الذي يمارسه الغرب نحو الملف النووي الإيراني السلمي والمماطلة في العودة إلى المفاوضات, هذا كله يحتم العمل بتعاون أكبر وأعمق واستمرار التنسيق والتشاور للوصول إلى نهايات المعركة المنتصرة التي تعني فيها شراكة الدم صناعة الحياة والنصر.
البقعة الساخنة- ديب علي حسن