يغفو المشهد -المحلي الإقليمي والدولي- على جملة من المتغيرات والتحولات الاستراتيجية التي قد تجعل من الأيام القادمة مخاضاً لسلسلة من المواقف والمقاربات التي ربما تضرب بعيداً في عمق الواقع، على نحو يحاكي الانتصارات الكبرى التي حققتها دمشق وحلفاؤها.
كل المعطيات والمؤشرات على الأرض، وحتى تلك التي تلوح في الأفق، تؤكد أن المسارات السياسية لقوى الإرهاب والاحتلال في طريقها إلى الانعطاف والاستدارة، وهذا الأمر ليس اختيارياً لتلك القوى، بل هو أمر قسري وإلزامي فرضته الظروف الميدانية والسياسية، ليس في سورية وحسب، بل في كثير من دول المنطقة والعالم، حيث الهزائم والانسحابات الأميركية باتت تلف السياسات والمشاريع الأميركية وباعتراف الأميركيين أنفسهم.
لكن وبرغم الوضوح الشديد في قراءة المقاربات الجديدة، إلا أن اليد الأميركية والإسرائيلية والغربية بشكل عام لا تزال ” بحكم العادة والطبيعة الإرهابية ” تحاول خلف الكواليس العبث بكل المرتسمات والعناوين الثابتة، كجزء من محاولاتها التي لم تتوقف لحظة واحدة منذ بدء الحرب الإرهابية على الشعب السوري من أجل تخريب ونسف الواقع بحقائقه وثوابته التي باتت تشكل كابوساً مرعباً وهاجساً مقلقاً لكل أطراف الإرهاب، لاسيما للولايات المتحدة والكيان الصهيوني.
صحيح أن كل الاستدارات والانعطافات التي حصلت، أو التي سوف تحصل في المواقف والقرارات، فرضتها دماء وتضحيات وبطولات الشعب السوري، إلا أن تلك الاستدارات تبقى محكومة بالأفعال واستدامتها على الأرض، لا أن يكون الأمر مجرد مراوغة وفصل جديد من فصول الخداع وشراء الوقت والبحث عن مساحات وهوامش جديدة لتدوير الزوايا والمواقف والمصالح والتحالفات، وهذا الأمر بكافة الأحوال هو من طبيعة وأساس وجوهر وبنية السلوك والسياسة الأميركية الذي يصعب أو ربما يستحيل تغييره!؟.
نبض الحدث – فؤاد الوادي