الملحق الثقافي:بديع صقور:
حطّي يا شقيقة الشواطئ فوقَ تغضّنات الصخور، وامنحينا يا نوارس البحرِ باقة من ريشكِ الأبيض، لنزّين نعوشهم ببياضكِ الجميل.. وأنتنّ يا أمهات الجبال، زغردن للعائدينَ كالطيور…
يليقُ بهم قبورٌ مزدانة بالزعفران.. تعالي نفرّغُ عنابرَ البيوتِ من قمحِ أعمارنا، ونقدّمها هديّة للعصافيرِ الواقفة على أغصانِ أرواحنا…
تعالي نحكي للصغار، تحت عريشةِ العنب، كيف كانوا؟!.
تعالي نمسحُ ما علّقَ على وجوههم الغضّة، من غبارِ السارين…
تعالي نجمعُ ندى الصباح عن أعشابِ المروج، لنغسل أرصفة الميناء، كي لا يطؤوا بأقدامهم الحافية جمار النّار، وقت يعودونَ من أسفارهم البعيدة…
هو ذا الموجُ ضفاف الراحلين..
/آهٍ؟.. يا ضفاف، لماذا نحنُ دائماً زبد البحرِ العالقِ فوق الصخور؟/ ولماذا، كلَّ الذي جمعناه عن شواطئِ المغيب، «سنوضّبهُ في حقائبِ الريح؟!
* * *
تعالي نعتلي ظهرَ البحرِ لنسابق الأشرعة المرهقة من الأسفار..
تعالي، نوزّع ما جمعناه من زبدِ البحار على النوارسِ..
تعالي نسْندُ أعمدةَ هذه المنارة، الموشكة حجارتها على السقوط..
تعالي نجمعُ فراشات أرواحهم، قبل أن تنكسر أجنحة الشّمس..
تعالي… تعالي…
التاريخ: الثلاثاء19-10-2021
رقم العدد :1068