يكاد يجمع الشارع الرياضي أن استقالة اتحاد الكرة، محاولة فاشلة لامتصاص الغضب، بعد النتائج الأخيرة لمنتخبنا!! وبغض النظرعن كونها كذلك، أو اعتراف حقيقي بالتقصير وتحمل مسؤولية النتائج، إلا أننا لن نستفيد من تقليب الدفاتر القديمة إلا في العثور على أجوبة لأسئلة مستقبلية مصيرية، ما الذي حدث؟ وأين كان الخطأ الذي أدى إلى مسلسل الاخفاقات؟ ومن كان المسؤول الفعلي عنها؟.
هذه الأسئلة وغيرها بحاجة إلى تمحيص وتدقيق في سجل الماضي، وريثما يتم العثور على النتائج الدقيقة، وبدء عملية المعالجة، فإن دائرة الأمل تكمن في الدوري المحلي، وهناك يجد الجمهور الرياضي المتنفس عادة، بعد أي انتكاسات يتعرض لها المنتخب الوطني، أو الأندية في المسابقات الخارجية.
الانشغال بالدوري صار يعد بشكل منطقي أفضل أنواع مسكنات الألم النفسي والعصبي، وهو ما يلجأ إليه الجمهور الرياضي، إذا تعلق الأمر بالمنتخب، بغية الخروج من دائرة الألم إلى دائرة الأمل.
يجب أن لا تكون مسألة الدوري هروباً للأمام، أي وسيلة لإغلاق ملفات الفشل والإخفاق المستمر، بل هروباً نحو الخلف كما قلنا لتقليب الدفاتر، وكشف ما حدث، ومن هو المسؤول عما حدث؟!!، أولاً المشكلة ليست في المدربين بل في منظومتنا الكروية، وثانياً فإن التغيير يجب ألا يكون تجميلياً، كما عودتنا منظومتنا الكروية سابقاً على عمليات الترقيع، وثالثاً فمن يملك مفاتيح الإصلاح ويعيد الحياة لرياضتنا قبل فوات الآوان ليس من ارتكب الأخطاء أو شارك في ارتكابها أو سكت عنها، وهذا ما يجب أن يكشف عنه الهروب نحو الخلف والتركيز على دائرة أمل الدوري ريثما يتم كشف أخطاء الماضي وتحديد المخطئين وإخراجهم من الزاوية المعتمة.
ما بين السطور -سومر حنيش