يلجأ بعض الأهل إلى ضرب أبنائهم بغية إجبارهم على الدراسة والقيام بواجباتهم الدراسية، لاعتقاد خاطئ عندهم بأن ذلك هو الوسيلة والطريقة الأسرع لتعليم أولادهم والخلاص من واجباتهم المدرسية.
فإجبار التلميذ على كتابة واجباته ووظائفه من خلال التعنيف الكلامي أو الجسدي، سوف يخلق لديه ردود فعل سلبية تجاه المدرسة والدراسة بشكل عام، ذلك أن التلميذ، لاسيما في المراحل التعليمية الأولى – رياض الأطفال والصف الأول الابتدائي – يحتاج إلى كثير من التأني والصبر والاستيعاب، لأن شخصية ونفسية الطفل ترفض الالتزام والنظام والانضباط، لذلك يتوجب على الآباء والأمهات فهم مزاجية أطفالهم وتقلباتهم السلوكية واحتوائها بكثير من الصبر والحب بعيداً عن الغضب والصراخ والسب والشتم، فكيف إذا كان ذلك بالتعنيف الجسدي والضرب كما يفعل ذلك بعضهم.
إن مساعدة الطفل مبكراً على الانخراط في عملية الدراسة والحفظ وكتابة الواجبات بشكل يحببه فيها ويقربه منها، من شأنها أن تغرس في داخله بذور الحب تجاه التعلم والمدرسة بكافة مراحلها الدراسية اللاحقة، والعكس صحيح، فإن عدم مساعدة الأهل لطفلهم على تقبل الكتاب رويداً رويداً، من شأنه أن يعطي نتائج غير جيدة سوف تؤثر على سلوكه ونفسيته إلى درجة نفوره من كل ما يتعلق بالدراسة والمدرسة.
صحيح أن التعنيف من أجل إجبار الأبناء على الدراسة وكتابة الواجبات، قد يحقق المراد والمطلوب بالنسبة للأهل، لكنه في نهاية المطاف قد يخلق أبناء يكرهون الدراسة والمدرسة والتعلم بشكل عام، أبناء قد يتحينون الفرصة لترك المدرسة ودفن كل الذكريات المتعلقة بها في زاويا الذاكرة المظلمة والبعيدة.
عين المجتمع -فردوس دياب