الثورة أون لاين – دينا الحمد:
مرة أخرى تحاول منظومة العدوان عبر أدواتها إفشال اجتماعات لجنة مناقشة الدستور في جنيف، في جولتها السادسة، وتنجح في تفخيخها، ومرة أخرى وعاشرة يؤكد الوفد الوطني أنه طرح خلال هذه الجولة مبادئ تعكس طموحات الشعب السوري وهواجسه، وأنه جاء برغبة صادقة وروح إيجابية لعمل كل ما يمكن من أجل إنجاح هذه الجولة، لكن أعداء سورية ممن يريدون إطالة الأزمة ونسف الحل السياسي عملوا كل ما بوسعهم لمنع أي تقدم في هذا الإطار.
إذاً اختتمت الجولة السادسة دون أن تحرز تقدماً جوهرياً كما كان يأمل السوريون، ومعهم أحرار العالم، لوضع نهاية للإرهاب والحصار، وبناء سورية من جديد، انطلاقاً من حرص السوريين على مناقشة الدستور بينهم بعيداً عن الأجندات التدخلية الخارجية، وانطلاقاً من الورقة التي تقدم بها الوفد الوطني حول “سيادة الجمهورية العربية السورية واستقلالها ووحدة أراضيها” واستناداً إلى الورقة الأخرى المقدمة من الوفد حول “الإرهاب والتطرف”، وارتكازاً على المبادئ التي تعكس طموحات شعبنا وهواجسه.
بالمقابل كانت طروحات بعض المشاركين -كما تم تسريبها- منفصلة عن الواقع، بل أنها كانت تعكس في بعض جوانبها أفكاراً خبيثة وأجندات معادية، وصل الأمر بالبعض – كما أكد الوفد الوطني- إلى تشريع كيان الاحتلال الصهيوني وتبرير ودعم الإجراءات القسرية أحادية الجانب غير المشروعة التي أدت إلى إفقار الشعب السوري وتعميق معاناته إضافة إلى تشريع الاحتلالين التركي والأميركي، وإصرارهم على نسف الحل، ومحاولاتهم إفشال هذه الجولة وعدم تمكينها من الخروج بأي نتيجة رغم العمل الحثيث والوطني والمساهمة الفعالة لإنجاحها من قبل الوفد الوطني.
قصارى القول، وبناء على هذه المعطيات، فإن أطراف العدوان ما زالت مصرة على محاولات إفشال هذه الاجتماعات وفرض أجنداتها عليها، وتمرير سمومها، ولا مؤشرات البتة على تغيير ما في سلوكها، وما زالت تسير على السكة ذاتها التي سارت عليها منذ بداية الحرب الإرهابية وحتى اليوم، أي عرقلة الحل السياسي في سورية، وعرقلة وصول اللجنة لأهدافها وغايتها، ووضع العصي في عجلاتها، ومحاولة التدخل في شؤون السوريين وعدم احترام إرادتهم، وعدم تقدير رغبتهم بضرورة التوافق على مبادئهم الوطنية العامة، وفي طليعتها احترام مبدئهم الوطني السامي، أي سيادة ووحدة واستقلال أراضيهم، وكتابة دستورهم بأيديهم وحدهم.
وأخيراً فإن على المجتمع الدولي وقواه الحية الفاعلة وضع حد لتدخلات أطراف العدوان في عمل اللجنة في المستقبل كي تتحقق الغاية التي أنشأت من أجلها، وإجبار المعتدين وأدواتهم على عدم تخريب جولاتها القادمة، وعدم عرقلة أي أمل يلوح في الأفق ويؤسس لحل ما، رغم معرفتنا أن أقطاب العدوان سيعودون إلى مسلسلهم المعروف وهو تخريب الحوار كي يكملوا مخططهم الإرهابي ويحاولوا فرض أجنداتهم المشبوهة مهما ضللوا العالم بحرصهم على الحل السياسي ومحاربة الإرهاب.