الثورة أون لاين – دينا الحمد:
العدوان الصهيوني الأخير على المنطقة الجنوبية من سورية حاول تحقيق عدة أهداف لكنه فشل في إنجازها، وأولها أنه أراد إعادة الإرهاب والفوضى إلى هذه المنطقة بعد إتمام المصالحات فيها، وبعد عودة الأمن والأمان إلى ربوعها بفضل تضحيات الجيش العربي السوري، فخاب هدفه، ولم يثبت للعالم إلا حقيقة هذا الكيان المارق على الشرعية الدولية وطابعه الإجرامي والإرهابي ودوره التخريبي في دعم الإرهاب وأدواته في سورية والمنطقة.
فما إن حرر الجيش العربي السوري المنطقة الجنوبية من الإرهابيين وبسطت الدولة سلطتها على أراضيها هناك، وقطعت خطوط إمداد الإرهابيين مع الكيان الإسرائيلي، حتى انتقل هذا الأخير إلى مستوى آخر من الحرب العدوانية الظالمة على السوريين، وهو حلقة جديدة من سلسلة حلقات العدوان العسكري المباشر، الذي تزامن أيضاً مع محاولات واشنطن تخريب اجتماع الجولة السادسة من عمل لجنة مناقشة الدستور في جنيف، وارتبط مع التصعيد التركي في الشمال السوري بشكل مباشر.
ومن يقرأ تواقيت العدوانات السابقة وهذا العدوان يجزم بأن الكيان الإسرائيلي لم يتبق أمامه كي يحقق أوهامه وأطماعه إلا المضي بإرهاب المنطقة والعدوان على شعوبها، لأن هذه السياسات العدوانية تنسجم مع طبيعته الشاذة الناتجة أساساً من طبيعة قيام هذا الكيان الذي ولد قسرياً وبمساعدة القوى الاستعمارية وجبروتها وقوتها وسطوتها على المؤسسات الدولية.
الحقيقة الأخرى التي يجب ألا تغيب عن بالنا أن مثل هذا العدوان ما كان ليتم لولا تستر واشنطن عليه وتنسيقها مع حكام الكيان وتشجيعها لهم للقيام به، ولذلك رأينا مجلس الأمن الدولي والأمانة العامة للأمم المتحدة وهما يقفان صامتين -كالعادة- أمامه، ولا يضطلع أياً منهما بمسؤولياته، على الأقل احتراماً لميثاق المنظمة الدولية ولمبادئ المجلس واحتراماً لدوره في حفظ الأمن والسلم الدوليين، ولم نرهما يدينانه أو يطالبان بوقف مثل هذه الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية، ولا حتى اتخاذ إجراءات حازمة وفورية لمنع تكرارها.
وقد جاء هذا العدوان ليؤكد أن الكيان الإسرائيلي مستمر بانتهاك قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالأزمة في سورية، ومستمر بتقديم كل أشكال الدعم لشراذم الإرهابيين المتطرفين والمرتزقة الانفصاليين، ومستمر بعرقلة الحل السياسي للأزمة دون أن يلجمه أحد عن سياساته الإجرامية تلك أو يسائله عن إرهابه وجرائمه التي يرتكبها.