بات واضحاً أن واشنطن وأدواتها في الغرب والمنطقة لا يريدون إنهاء الحرب الإرهابية على السوريين، بل إطالة أمدها إلى حيث تشتهي رياح سفنهم العدوانية، ومخططاتهم الاستعمارية، وكانت المؤشرات خلال الأسابيع الماضية تؤكد على هذا النهج العدواني أكثر من ذي قبل.
فمن إعادة تدوير الإرهاب والإيعاز لتنظيماته المتطرفة لتفخيخ الوضع الأمني والضرب بقلب العاصمة دمشق، إلى تأجيج الأوضاع في الجزيرة والشمال، مروراً بتصعيد اللهجة العدوانية من قبل النظامين التركي والأميركي، وصولاً إلى إفشال اجتماع جنيف حول لجنة مناقشة الدستور.
ولعل قراءة سريعة وعاجلة فيما حصل بالجولة السادسة من جولات مناقشة الدستور في جنيف تعطي مؤشراً واضحاً على ما نقول، فقد أجهدت واشنطن نفسها، ومعها أدواتها وحلفاؤها، كي تبقى الأمور تراوح بمكانها، وعدم إحراز أي تقدم يذكر في عمل اللجنة، لا بل في المسار السياسي برمته، وإيهام العالم بأن الحكومة السورية هي من يعرقل الحلول، وهي من يضع العصي في عجلاتها.
فالعودة إلى نقطة الصفر في جنيف لم تأتِ من فراغ بل هي مخططات أميركية مدروسة ومبرمجة، ودليلها الساطع أن أدوات واشنطن في جنيف كانت تسعى إلى تشريع كيان الاحتلال الصهيوني، وتبرير ودعم الإجراءات القسرية أحادية الجانب غير المشروعة ضد الشعب السوري، ومحاولة تشريع الاحتلالين التركي والأمريكي، وهذا يدل بشكل قاطع على تبعيتهم ومحاولتهم نسف الحل وإفشال هذه الجولة وعدم تمكينها من الخروج بأي نتيجة رغم العمل الحثيث والمساهمة الفعالة لإنجاحها من قبل الوفد الوطني.
المفارقة الصارخة أن واشنطن لم تتعظ من دروس فشلها وتدخلاتها ومازالت تتجاهل الحقيقة التامة، وهي أن الدستور شأن داخلي يخص السوريين وحدهم، ولا يحق لأي دولة في العالم أن تملي عليهم بنداً واحداً من بنوده، ومازالت تنفخ في قربتها المثقوبة ذاتها.
البقعة الساخنة -بقلم مدير التحرير أحمد حمادة