في ختام ورشة صحافة الحلول المجتمعية ..وزير الإعلام: وصلنا لخطوات متقدمة في قانون الإعلام.. وإعلام الدولة هو الأساس
الثورة أون لاين – غصون سليمان – ميساء الجردي:
ثلاثة أيام من ورشة عمل صحافة الحلول المجتمعية كانت غنية بما طرحته على الصعيد الأكاديمي والعملي، والأهم أنها حررت الكثير من المفاهيم المختلف عليها كمصطلح وفق مدارس ونظريات الصحافة في العالم، وبنفس الوقت قاربت العديد من معطيات الواقع على الصعيد الإعلامي الوطني من خلال مهنة المتاعب التي لامست كل أوجاع وقضايا المجتمع إيجاباً وسلباً، تفاؤلاً وتشاؤماً حيث كانت تحت مجهر العرض والتقييم لبعض التجارب والقصص الإعلامية التي تم عرضها على مدى ايام الورشة لزملاء المهنة وبلغت ١٨ عنواناً لتحقيقات وبرامج خدمية ومجتمعية متنوعة في جميع الوسائل المقروءة والمسموعة والمرئية. وبعد الإشارة إلى جزء من التوصيات التي قدمها الأستاذ حسين ابراهيم مدير المساق التدريبي والتدوين الرقمي والتي قدمت من روح الورشة وشارك في الإضاءة عليها الدكتور عبد العزيز قبلان والأستاذ طالب قاضي مدير مركز التدريب الإذاعي والتلفزيوني التابع لجامعة الدول العربية وفق ما جاء فيها من خلال أمور إجرائية ومهنية. تحدث في الختام السيد وزير الإعلام الدكتور بطرس الحلاق بعد أن شكر كل من شارك وساهم بإنجاح أعمال الورشة، مشيراً من منطق تنفيذي واقعي إلى حدود الاتفاق على بعض النقاط. مؤكداً أن فاقد الشيء لا يعطيه، وقبل البحث عن مشكلات المجتمع دعونا نسأل عما يجري في مؤسساتنا الإعلامية، وهل نحن مستعدون لتحمل المسؤولية؟ فالإعلامي الذي لا يتحمل المسؤولية الحقيقية ليس إعلامياً فهناك فارق بين الإعلامي والموظف، وإذا ما تساءل البعض عن انعدام الثقة بين المواطن وإعلامه فالجواب لا نعمل بشكل احترافي لأٌن الإعلام حرفة وحين نجيد هذه الصناعة لا شك حليفنا النجاح.
وبين وزير الإعلام الدور الكبير المنوط بالوزارة من خلال العمل كفريق واحد هو أبعد عن العمل المناسباتي من ناحية بناء الحاضنة لمؤسسات الوزارة. مشيراً أنه خلال الحرب العدوانية قدمت جهود جبارة كان للإعلام الوطني الرسمي دور كبير فيما نحن عليه الآن من حالة استقرار وتعافٍ.
وأضاف السيد الوزير بأن المرحلة القادمة تختلف بما نحن عليه اليوم لطالما سورية ذاهبة إلى مرحلة الإعمار، لذلك من الضروري والطبيعي أن يكون دور الأعلام مهماً جداً.
ومما أشار إليه أيضاً أن المشكلة في الوزارة والمؤسسات أن هناك موظفين يقومون بما نطلب منهم من أعمال، إلى جانب وجود دخلاء على حرفة الإعلام فيما كبرت وسائل التواصل الاجتماعي أنا التضخم عند العديد من الأشخاص. وفي ذات الوقت ما زال لدينا خلط بين وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، إذ ليس منطقياً أن نجير عمل المؤسسات للرد على ما ينشر في وسائل التواصل الاجتماعي.
*الحاجة إلى صحافة الحلول..
وفيما يتعلق بصحافة الحلول المجتمعية عنوان الورشة أكد الدكتور الحلاق أن وظيفة الصحفي ليس تقديم الحلول وإنما تقديم الحلول لأصحابها من الواقع. فدورنا كإعلاميين أن نكون محرضين للحل، وناقلين حياديين للحلول، لا سيما أننا بحاجة إلى صحافة الحلول أكثر في هذه الظروف، وكي نكون حرفيين وموضوعيين يجب أن يكون لدينا المعلومة، فبرأيه منطق الحلول هو منطق تفكير وليس رؤية المحطات.
مع تأكيد السيد وزير الإعلام أن الإذاعة بالمنطق هي الأكثر استماعاً وتأثيراً نظراً لوضع الكهرباء وحوامل ما تعانيه.
وحول الصحافة الورقية ذكر وزير الإعلام أنها باقية وتتمدد حين انتهاء الظروف الموضوعية التي أدت إلى توقفها.
ونوه إلى أن قانون الإعلام الذي تعمل عليه الوزارة يحمي الصحفي وهناك خطوات متقدمة بهذا الاتجاه، كما أن الوزارة قطعت شوطاً مهماً باللامركزية، وذاهبون إلى الهيكلة حسب وحدة الإنتاج، حيث حجم العمل هو مقياس العطاء بالشكل المطلوب، لافتاً إلى أن لكل مجتمع سقف من الحرية نحب أن نخترقه ولكن لا نحب أن يخترق فينا.
وتحدث السيد الوزير حول السياسة الإعلامية التي تعتمد إعلام الدولة وليس إعلام الحكومة. مع ملاحظة وجود مفاهيم وسلوكيات كثيرة دخيلة في ظروف الحرب، ما يتطلب إعادة الثقة بواقع الإعلام من خلال التركيز على موضوع الشراكة مع الجهات المعنية،
وقال وزير الإعلام: نحن شعب حي ولو كنا غير ذلك لما صمدنا وقاومنا خلال سنوات الحرب العدوانية على بلدنا، ولما اجترحنا الحلول على جميع المستويات وإن كانت متفاوتة.
أما ملاحظته على مراكز التدريب فاعتبرها “شغلة من لا شغلة له” والوزارة مع التدريب وتنمية القدرات حتى العظم ولكن ليس مع التدريب التعليمي وتدريب المحاضرة، لأن التدريب من وجهة نظر السيد الوزير هو نقل الخبرة.
الجلسة الصباحية..
وكانت الجلسة الصباحية قد أضاءت على العديد من الرؤى والأفكار توضيحاً لعنوان صحافة الحلول المجتمعية نحو إعلام رقمي إيجابي متفائل.
و أكد المشاركون على أهمية تعريف صحافة الحلول بشكل أكاديمي مع التركيز على الجوانب المجتمعية للوصول إلى منهجية واضحة ودليل عمل متكامل حول هذه الصحافة وفي هذه الجلسة التي ترأسها الأستاذ إياد ونوس المدير العام للوكالة العربية السورية للأنباء سانا تحدث حول أهمية هذه الورشة التي أتاحت فرصة للجميع بين مسار التجربة كإعلام والمسار الأكاديمي الأمر الذي يساعد المؤسسات الإعلامية على بلورة رؤية واضحة على صحافة الحلول المجتمعية. لافتاً إلى رصد الوكالة العديد من حالات وقصص نجاح في معظم القطاعات ولا سيما الإذاعي منها مع توسيع رادارات التغطية المختلفة للكثير من المبادرات الفردية والمجتمعية التي أثمرت إلى حد ما وخففت الوجع وسترت الحال.
وبين الأستاذ ونوس أن فائدة الورشة أنها وضعت المسار العملي والمهني مع المسار الأكاديمي ما أظهر الحاجة الفعلية إلى أهمية تبادل الأفكار والخبرات ورصد ما يجب رصده في الواقع.
من جانبها بينت الدكتورة فلك صبيرة من كلية الإعلام بجامعة دمشق أن صحافة الحلول هي عبارة عن صياغة جديدة للمقاربات الإعلامية التقليدية مشيرة إلى دور هذه الصحافة في إعطاء الحلول و الإبلاغ عنها وليس فقط عن المشكلات، فصحافة الحلول من وجهة نظرها الأكاديمية تنظر إلى الجزء الممتلئ من الكأس وهي الصحافة التي نحن بأمس الحاجة إليها في هذا الوقت.
و أكدت صبيرة أهمية ودور المبادرات الفردية والمجتمعية في العمل الصحفي و إبراز الحلول مستعرضة بعض الأمور المتعلقة بهذا النوع من الصحافة بالتركيز على المشكلة وعدم التشعب بها حرصاً للوصول إلى حل واضح.
تضمنت الجلسة الأولى عرضاً لعدد من التجارب العملية للزملاء الصحفيين هزاع عساف و ميليا اسبر و براءة الأحمد و صفاء مهنا.
هذا وقد استمرت أعمال ورشة العمل التخصصية التي أقامتها وزارة الإعلام بالتعاون مع الجامعة الافتراضية السورية تحت عنوان صحافة الحلول المجتمعية نحو إعلام رقمي ينشر الثقافة الإيجابية التحفيزية ثلاثة أيام، بمعدل ١٥ ساعة حوار ونقاش.