“المونيتور”: تسوية أزمة سد النهضة رهن بالتطورات الإقليمية

الثورة أون لاين – ترجمة ختام أحمد:

تستعد إثيوبيا للملء الثالث للخزان الذي أنشأته في سد النهضة الإثيوبي الكبير (GERD)، حيث يمكن أن يؤثر السد، الذي يتم بناؤه على رافد مهم للنيل الأزرق، على إمدادات المياه لمصر التي تعتمد على النيل في أكثر من 90 بالمائة من مياهها، والسودان، لكن الخلاف حول سد النهضة لم يعد يدور حول المياه فقط.
على نحو متزايد، يعد هذا بمثابة حافز للتحالفات الإقليمية وإعادة الاصطفافات، حيث تواجه إثيوبيا تدقيقًا دوليا ليس فقط بشأن السد ولكن لسلوكها في منطقة تيغراي المضطربة.
في غضون ذلك يتسم الوضع السياسي في السودان بالهشاشة بعد الانقلاب على الحكومة الانتقالية الشهر الماضي، تعتبر إثيوبيا السد مسألة حق وطني، وهو مصدر محتمل للتأثير الإقليمي الذي سيمكنها من تصدير الطاقة الكهرومائية.
الملء الثالث للسد، كما أفاد محمد سعيد هنا، من المرجح أن يتم خلال موسم الأمطار، ويسعى الدبلوماسيون جاهدين لمنع تصعيد الخلاف بشأن السد، في 15 أيلول دعا مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مصر وإثيوبيا والسودان إلى استئناف المفاوضات تحت رعاية الاتحاد الأفريقي، الذي تترأسه جمهورية الكونغو الديمقراطية حاليًا، من أجل “اتفاق مقبول وملزم للطرفين”.
لم تحصل محادثات الاتحاد الأفريقي على أي زخم، وتركت وحدها، ولم تتمكن من وضع الأطراف على المسار الصحيح، وتسعى القاهرة بدور أكثر نشاطا للولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي في المفاوضات. أديس أبابا، وتماشياً مع رؤيتها للسد باعتباره مسألة فخر وطني، لا تريد سوى الاتحاد الأفريقي كوسيط، ويواجه رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد ، الحائز على جائزة نوبل للسلام في عام 2019 لإحلاله السلام مع إريتريا، تمردا في تيغراي.
اتُهمت القوات الإثيوبية والإريترية ووكلائها بارتكاب جرائم حرب في الصراع، مما أدى إلى دخول لاجئين إلى السودان، بالإضافة إلى مناوشات مع القوات السودانية.
في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي، دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إثيوبيا إلى التخلي عن “تعنتها الواضح ورفضها غير المبرر” للدبلوماسية الدولية بشأن الخلاف وحذر من أنها تمثل “تهديدًا خطيرا للأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها “.
وما أثار انزعاج مصر بشكل أكبر، إلى جانب تهديد انخفاض تدفق المياه، هو توسع العلاقات التركية مع إثيوبيا، بما في ذلك بيع الطائرات بدون طيار التي يمكن أن تستخدمها القوات الإثيوبية في تيغراي.
بدأت القاهرة وأنقرة هذا العام تقاربًا مؤقتا بعد سنوات من التوتر بعد الإطاحة بالرئيس السابق المنتمي لجماعة “الإخوان المسلمين” في مصر محمد مرسي في عام 2013. حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا هو مساند لجماعة “الإخوان المسلمين”.
كان العامل الأول الذي أجبر القاهرة على قبول عرض أنقرة للتطبيع في وقت سابق من هذا العام هو الموقف الحاسم الذي اكتسبته تركيا في ليبيا من خلال دعم حكومة طرابلس، بالنسبة للقاهرة ، أصبح الوجود التركي في ليبيا قضية أمن قومي ” وبهذا يكون الموقف التركي الذي من شأنه أن يشجع إثيوبيا على أزمة السد سيكون تحديًا مماثلًا للقاهرة.
في غضون ذلك، وفي تصور لإمكانيات تطوير سد النهضة، أعلن المغرب الشهر الماضي عن تحالف من أجل الوصول إلى الطاقة المستدامة مع إثيوبيا، بالإضافة إلى اتفاقية لمجموعة OCP المملوكة للدولة، وهي شركة رائدة عالميًا في تعدين الفوسفات وإنتاج الأسمدة، من أجل بناء مجمع أسمدة بقيمة 6 مليارات دولار في مدينة دير داوا شرقي إثيوبيا.
بالنسبة للسودانيين يواجه التحول الديمقراطي الهش فيها مرحلة هي الأسوأ والأكثر خطورة، فقد نزل آلاف المتظاهرين إلى الشوارع في 21 تشرين الأول لدعم الحكم المدني، ونددوا بالانقلاب العسكري في أيلول، والاحتجاجات الموالية للجيش في وقت سابق من هذا الشهر.
أُطيح بالرئيس السابق عمر البشير بعد انتفاضة شعبية في نيسان 2019 ، وتم إنشاء “مجلس سيادي” مؤقت من القادة المدنيين والعسكريين لتوجيه البلاد إلى الانتخابات في عام 2022.
رفعت الولايات المتحدة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب العام الماضي مقابل التزامها بتطبيع العلاقات مع “إسرائيل”، ودفع السودان أكثر من 300 مليون دولار للولايات المتحدة لتسوية دعاوى قضائية من ضحايا “القاعدة”. سمح البنك الدولي وصندوق النقد الدولي (IMF) للسودان بالحصول على إعفاء من الديون بموجب مبادرة البلدان الفقيرة المثقلة بالديون (HIPC) . وزار رئيس البنك الدولي ديفيد مالباس السودان لدعم جهود الإصلاح.
وأقامت مصر علاقات مع السودان منذ رحيل البشير، كان البشير على صلة بجماعة “الإخوان المسلمين” و”القاعدة”، التي أبقت علاقاته مع مصر متوترة في الغالب. منذ ذلك الحين، عمقت مصر تعاونها الأمني مع السودان ونسقت سياساتها فيما يتعلق بسد النهضة في إثيوبيا.

وقد سعت القاهرة إلى تعزيز القدرات العسكرية للجيش السوداني، ووقع البلدان اتفاقيات تعاون وتدريب”، كما بدأت مصر التعاون مع قوات الأمن السودانية التابعة للحكومة الانتقالية في السودان لملاحقة واعتقال العشرات من أعضاء جماعة “الإخوان المسلمين” الذين فروا إلى السودان.
والآن يتزايد تأثير دور السودان في المنطقة، وشعبه الذي عانى في الماضي من الفقر المزمن والحكم الفاسد، وحرب في دارفور، يستحق هذه الفرصة من أجل عقد اجتماعي جديد.
بقلم: جيتي إيماجيس
المصدر: al-monitor

آخر الأخبار
وزارة الثقافة تطلق احتفالية " الثقافة رسالة حياة" "لأجل دمشق نتحاور".. المشاركون: الاستمرار بمصور "ايكو شار" يفقد دمشق حيويتها واستدامتها 10 أيام لتأهيل قوس باب شرقي في دمشق القديمة قبل الأعياد غياب البيانات يهدد مستقبل المشاريع الصغيرة في سورية للمرة الأولى.. الدين الحكومي الأمريكي يصل إلى مستوى قياسي جديد إعلام العدو: نتنياهو مسؤول عن إحباط اتفاقات تبادل الأسرى إطار جامع تكفله الإستراتيجية الوطنية لدعم وتنمية المشاريع "متناهية الصِغَر والصغيرة" طلبتنا العائدون من لبنان يناشدون التربية لحل مشكلتهم مع موقع الوزارة الإلكتروني عناوين الصحف العالمية 24/11/2024 رئاسة مجلس الوزراء توافق على عدد من توصيات اللجنة الاقتصادية لمشاريع بعدد من ‏القطاعات الوزير صباغ يلتقي بيدرسون مؤسسات التمويل الأصغر في دائرة الضوء ومقترح لإحداث صندوق وطني لتمويلها في مناقشة قانون حماية المستهلك.. "تجارة حلب": عقوبة السجن غير مقبولة في المخالفات الخفيفة في خامس جلسات "لأجل دمشق نتحاور".. محافظ دمشق: لولا قصور مخطط "ايكوشار" لما ظهرت ١٩ منطقة مخالفات الرئيس الأسد يتقبل أوراق اعتماد سفير جنوب إفريقيا لدى سورية السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص