الثورة أون لاين – بقلم مدير التحرير بشار محمد:
أن يؤدي الرئيس الأميركي بايدن تحية عسكرية لرأس النظام التركي أردوغان أمام عدسات الكاميرات على هامش قمة العشرين وتنشغل بها منصات التواصل الاجتماعي كموقف طريف شغل رواد المواقع فهذا ظاهر الموقف البراق الفكاهي لرواد المنصات لكن في حقيقته يخفي الكثير من الإشارات بدليل نظراتهما العلنية المسكونة بتفاصيل الشيطان.
أردوغان حشد المزيد من قواته العسكرية وبموافقة من أغلبية برلمانه الإخواني والقومي التركي لمزيد من التدخل العسكري ولعامين إضافيين خارج الحدود وتحديداً في سورية والعراق بانتظار الموافقة الأميركية التي ربما تحصل عليها بتحية ليس لها ما يبررها من رأس الإدارة الأمريكية إلا بمنحه الموافقة على عدوان جديد قُرعت طبوله إعلامياً وتمت تهيئة أنصار النظام الأردوغاني لتسويغه على الرغم من وجود تحفظات برلمانية لم ترتق لكبح جماح السفاح.
الإعلام الأميركي تناقل تحذيرات بايدن ونصحه لأردوغان بعدم المضي بالسياسات المتهورة والتي لا تخرج بقاموس البيت الأبيض عن ابتعاد تركيا عن روسيا وإلغاء صفقات الأسلحة المزمع توقيعها وهي إشارة تحظى بالأولوية على ما عداها في السياسة الأميركية وتشكل أهم نقطة خلافية مع الأتراك دون المساس بمرتبة تركيا كحليف حيوي للأجندات والمشاريع الأميركية في هذه المنطقة الاستراتيجية بالنسبة لهم.
طبول الحرب التي يقرعها أردوغان شمالاً وشرقاً على الإيقاع الأميركي تتأهب لرد فعل دول أخرى فاعلة ومهمة وعلى رأسها روسيا التي تبذل جهداً دبلوماسياً وعسكرياً لمنع حدوث أي تصعيد من شأنه عرقلة مسار الحل السياسي ونسف الجهود الدبلوماسية التي تعهدت بها الأطراف الضامنة لاتفاق آستانا وسوتشي.
للدولة السورية حق الدفاع عن سيادتها ولم ولن تقصر يوماً في القيام بواجبها الوطني الذي كفله دستور البلاد والقانون الدولي ونظن إلى حد اليقين أن المنطقة لا تحتمل أي مغامرة أو حماقة للنظام التركي لأن الجميع يعي حراجة الموقف وهشاشة الوضع في الإقليم والمنطقة على أمل أن تكون تحية بايدن السخيفة لأردوغان وبالاً وتحية وداع له غير مأسوف عليه.