الملحق الثقافي:وليد حسين *
وطـوبى لقــلبٍ قد دعـاهُ حبيبُ
كثيــرُ التَبسُّـمِ غابَ عنهُ نحيبُ
يجـودُ إذا أرخى النســيمُ هَبُوبَهُ
فمــن لي بوصـلٍ أنهكتهُ كُروبُ
دنا منك روعٌ قد أناطَ بشاخصٍ
يميدُ انكساراً ما رعتهُ ضروبُ
فما كان يجدي غير إبرامِ رغبةٍ
بتيــهٍ وعســفٍ بينهــنَّ خطوبُ
فهل قامَ يجتازُ اللحاظَ كماجـنٍ
ويطوي شـراعاً ضيَّـعته دروبُ
ويقســو كأنّ الناسَ تلتفُ حــولَهُ
ولكــنَّ حــلماً في رؤاك يخــيبُ
متى أحكمَ المفتونُ ساعةَ وصلِهِ
وهامَ اشــتياقاً باعدتهُ حُــروبُ
تهـاجمهُ الأيّامُ حتّى تــدرّعتْ
ولــم يَــدَّعِ أمــراً وذاك غـــريبُ
وحيثُ تجلّت في شيوعٍ وأحكمتْ
مغـاليقَ أنســامٍ لــــديهِ شُــحوبُ
ويبدو كأنّ الغلَّ يجتثُ زاهـراً
يسـيرُ إلى حتفٍ .. وتلك ندوبُ
يباري.. وكم نخبٍ أضرّ بنـادلٍ
يصارعُ كأساً قد ســقاهُ كَذوبُ
متى غادرَ النسـيانَ يزدادُ بهجةً
بقــلبٍ تعافى لــو حباهُ نسيبُ
ولستُ كمن زاحَ الحصيفَ بعلّةٍ
وحالَ عن الرأي السديدِ قطوبُ
يسارعُ قــد أرسى منابعَ نهجهِ
يميلُ اتّســاعاً لــو جفاهُ نسيبُ
يحــدّثني حتّى أضــاءَ بفكــــرهِ
منابــتَ أوهــامٍ فــداهُ وجـــوبُ
ويعــدو طويلاً في أحاديثِ أمّةٍ
طواهُ ومن عسفِ البلادِ غروبُ
وأقسمَ أن يمضي بإدراجٍ وجهةٍ
وكانت لنا يومَ الرحيلِ ذنوبُ
فيا أيّها المغروسُ في قعرِ راسخٍ
توخّى عزوفَ القلبِ وهو مصيبُ
كــأنَّ غــداةَ الهجــرِ تنســلُّ بيننا
تمــدّ احتطــاباً يزدريــهِ لَغُــوبُ
فما عــادَ لــي منحىً بغيرِ توحّدٍ
ولكــنَّ قلبــي يحتـــويهِ جَنـــوبُ
بلادٌ لها في الـرّوحِ ألــفُ محبةٍ
وأُخرى علتّها من شـذاك هَبوبُ
وما كنت مُحتاطاً إلى ذكرِ شادنٍ
على الرغمِ من وعدٍ لديك مهيبُ
فمن عينِ ذاك النبعِ في الناس أينعتْ
فصولُ نمــاءٍ مــا بهنَّ جَديبُ
وفي لامها أرخى اللقاءُ مساحةً
بها فســحةٌ مــن مقلتيك تطيبُ
وفي يائها يَمَّمتُ وجهيَ نحـوها
كطفلِ اشتهاءٍ قد حداهُ قريبُ
كما اسـمها يعلو بهمزةِ صاعدٍ
ويســبقنا ألــفٌ لَنِعــمَ صَـــلِيبُ
تراها تخلّت عن ظنونٍ وعطّلتْ
مــواعيدَ أزهـــارٍ روتــهُ كعـوبُ
إذا الليلُ أزرى بالوصالِ وهاجني
مـن الشــوقِ أرتالٌ فَبئس مَغيبُ
يقولون لا تنأى ..وتلك مصيبةٌ
لعلّك بــاقٍ في الفُــؤادِ .. مَهيبُ
*شاعر عراقي
التاريخ: الثلاثاء9-11-2021
رقم العدد :1071