لا يكاد يمر أسبوع من دون أن تتسرب الوثائق من أقبية الاستخبارات الغربية إلى الصحافة الغربية التي تجزم بالأدلة القاطعة عن تورط منظومة العدوان على سورية بقيادة واشنطن بدعم التنظيمات الإرهابية على الأراضي السورية، ومدها بكل أسباب القوة والبقاء، والتستر على جرائمها بحق السوريين، وأخيراً مساعدتها على إخراج مسرحيات “الكيماوي” وانتهاك حقوق الإنسان المزعومة من الدولة السورية.
وهذه الأيام تخرج للعلن وثائق جديدة تؤكد أن موقع “بيلنجكات” الغربي للتحقيقات، الذي يزعم أنه مستقل، جمع أموالاً من الاستخبارات الغربية التي أحدثت الفوضى في سورية، وأغرق الموقع نفسه بالأخبار الكاذبة عن الحرب على سورية، مثل هجمات الحكومة السورية المزعومة بالأسلحة الكيماوية وعمليات الجيش السوري والاستخبارات الروسية المزعومة ضد المواطنين السوريين.
والمفارقة الصارخة أن الإعلام الأميركي سوّق بأن الموقع المذكور محايد وذو مصداقية، وأنه مستقل عن نفوذ أي من الحكومات الغربية، إلا أنه تمَّ الكشف عن حقيقة تمويله من كل من “الصندوق الوطني للديمقراطية” التابع للحكومة الأميركية، ومن الاتحاد الأوروبي، وعملية الكشف تمت من الاستخبارات الأميركية نفسها.
والمفارقة الأكثر من صارخة، والتي تدعو إلى الاستهجان أن عواصم أميركا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وهولندا وغيرها، التي تعترف اليوم بتمويلها للإرهابيين ودعمها لمثل هذه المواقع المشبوهة ومدها بالمال لنقل الأخبار الكاذبة عن سورية، مازالت ماضية بمخططاتها العدوانية تلك رغم أن استخباراتها تفضح أفعالها الإرهابية والتضليلية كما هو الحال مع موقع “بيلنجكات”.
ولنصل مع كل هذه الوثائق إلى النتيجة المعروفة، والواضحة كالشمس في رابعة النهار، وهي أن من جند الإرهابيين وأرسلهم إلى سورية ليقتلوا الأبرياء ويهجروهم، كي ينفذ مخططاته الاستعمارية ويحقق أطماعه لن يتراجع عن إرهابه إلا بعد هزيمته الكاملة على يد السوريين وأمام إرادتهم وعزيمتهم.
البقعة الساخنة – بقلم مدير التحرير أحمد حمادة