الثورة – هناء ديب:
بعد استقرار امتد لأسابيع، قفزت أسعار اللحوم البيضاء والبيض بشكل ملحوظ، الأمر الذي دفع العديد من المستهلكين للعزوف عن الشراء لضعف القدرة الشرائية، ولتزامن هذا الارتفاع مع ضغط مصاريف شهر أيلول، فمالت الأولوية لدى غالبية الأسر لكفة تأمين مستلزمات المدارس والجامعات ومؤنة الشتاء.
وارتفع سعر كيلو الشرحات من 42 ألف ليرة ليصل إلى 60 ألفاً، وكيلو الجوانح 19 ألفاً، وكيلو الكستا 40 ألفاً، وكيلو الأفخاد 30 ألفاً، وكيلو الوردة 32 ألفاً، وتراوح سعر صحن البيض بين 38 و42 ألف ليرة.
ارتفاع مقبول

ورأى رئيس لجنة الدواجن باتحاد الغرف الزراعية السورية نزار سعد الدين في حديثه لـ”الثورة” أن ما تشهده الأسواق من ارتفاع مقبول في أسعار الدواجن هو ناتج عن العوامل الجوية وارتفاع درجة الحرارة إلى معدل مرتفع جداً قبل نحو شهر، أدت إلى نفوق أعداد من قطعان الفروج وهبوط شديد في إنتاج اللحوم والبيض، وقلة أعداد التربية نتيجة تدني الأسعار والعزوف عن التربية جراء دخول منتجات الدواجن المجمدة، مضيفاً: عملت وزارتا الاقتصاد والزراعة للحفاظ على الإنتاج على منع دخول هذه المنتجات، والمعروف بأن دورة التربية تحتاج إلى 45 يوماً للبدء بالإنتاج.
وأكد سعد الدين أنه من المتوقع أن نلحظ تحسناً ملحوظاً بانخفاض الأسعار نهاية الشهر الحالي وبداية تشرين الثاني، علماً أنه بعد التحرير عاد كثير من المربين للعمل بمداجنهم مقارنة بالعام الماضي وبنفس الفترة إلى نحو 42 بالمئة من إجمالي المداجن التي كانت متوقفة والأمور متجهة للأفضل والمعروف أن سياسة العرض والطلب هي من تحدد الأسعار، مبيناً أن نسبة المداجن العاملة حالياً تشكل 72 بالمئة من إجمالي الأعداد.
وعن القرارات أو الإجراءات المطلوبة من الحكومة للارتقاء بواقع قطاع الدواجن أكد سعد الدين أهمية إعفاء مستلزمات مدخلات الإنتاج من الرسم الجمركي وتطبيق التعرفة الزراعية للكهرباء على جميع المداجن ومعامل الأعلاف كونها تخفف العبء على السعر النهائي للأعلاف، ودعا وزارة الزراعة إلى الإسراع بإصدار السجل الزراعي أسوة بالسجل الصناعي والتجاري.
ليس بأولوياتنا
وعبر العديد من المواطنين عن استيائهم من الارتفاع الواضح بأسعار الفروج بكل منتجاته من دون أسباب منطقية برأيهم، فبعد تواجد المادة على موائدهم خلال الفترة السابقة نتيجة أسعارها المقبولة مقارنة بأسعار اللحوم الحمراء واعتماد الأسرة على إدخالها في طبخات عديدة كبروتين مهم خاصة للأطفال غاب الفروج والبيض عن موائدهم.
وقالت سميرة أحمد- موظفة: إن مادة الفروج غابت عن منزلها الشهر الفائت نتيجة ارتفاع أسعارها فدخلت في قائمة المواد الثانوية أمام كثرة متطلبات شهر أيلول التي أرهقتها.
ورأت سهام محمد التي تعمل في القطاع المصرفي الخاص، أنه رغم دخلها الجيد مقارنة بدخول العديد من موظفي القطاع العام، إلا أن أسعار اللحوم البيضاء والحمراء والبيض مرتفعة جداً، لذلك تعتمد على تواجد أحدها مرة أو مرتين في الأسبوع في البيت، فالدخل حتى لو كان مرتفعاً فإنه يقل بكثير عن حجم النفقات ولا يجاري أبداً ارتفاع الأسعار الذي شمل غالبية السلع والمنتجات الغذائية والاستهلاكية.
ولم يعد مستغرباً بالنسبة لمحال بيع الفروج والبيض أن تشهد بيع قطعة واحدة من منتجات الفروج ما يلبي حاجة الطبخة فقط، كما يؤكد صاحب أحد المحال، موضحاً أن الشراء من الزبائن يعتمد على دخولهم، وهي متواضعة مقارنة مع أسعار اللحوم باختلاف أنواعها.