بأقلام الحكمة والمسؤولية الوطنية العليا، وبصوابية الرؤى الاستراتيجية، ترسم الدولة السورية خرائطها السياسية والميدانية، وتضبط ايقاع خطواتها في المرحلة الحالية من عمر إنجازاتها المتعاظمة والمتسعة بشقيها السياسي والعسكري وتحدد أطرها وتضع نقاط ارتكاز متينة لاستكمال عقد الإنجاز بتحرير ما تبقى محتلاً أو مختطفاً في الشمال والجزيرة من قوى العدوان وأدوات إرهابهم، وكما ضبطت بتفوق نوعي إيقاع المواجهة في معارك الميدان وحلبات السياسة، قادرة الآن وفي كل حين على قراءة الواقع بعمق تبصر وغنى بصيرة و استشراف الحلول واستيلاد المخرجات من رحم الصعوبات للنهوض والتعافي وتثبيت موقعها الريادي وثقلها المحوري إقليمياً.
وكما اجتازت بتفوق وتمكن ألغام تعطيل التحرير ونزعت صواعق الفوضى الإرهابية التي أُريد لها من محور العدوان أن توشح المشهد السوري، قادرة على مواصلة السير بمقدرة نوعية في كل الحقول الشائكة السياسية والعسكرية طالما أن بوصلة استراتيجيتها دحر الإرهاب ومشغليه عن التراب السوري، وصون وحدة جغرافيتها واضحة الإحداثيات لا لبس ولا مواربة فيها ، تنبع من حقوق مشروعة وثوابت سيادية تكفلها قوانين الشرعية الدولية.
فالنصر الذي بات يوشح المشهد السوري مرٌ في حلوق قوى العدوان، ومؤشرات طي صفحات الارهاب واغلاق البوابات التي يتسلل منها المصطادون في أوحال الانتهازية والأطماع باتت جلية أكثر من أي وقت مضى، لذلك نلحظ سعار المناورات العدوانية سواء من قبل العدو الصهيوني أم من قطبي الإرهاب على الخريطة السورية واشنطن وانقرة، وأي متتبع لمتوالية الأحداث الجارية في المشهدين الشمالي والشرقي من مشاهد الإرهاب التركي والأميركي على الخريطة السورية يدرك ان عقارب الوقت الميداني بدأت تلسع فلول إرهابييهم، وأن كماشة المقاومة الشعبية بدأت تطبق فكيها على تحركات جنود الاحتلال وأدوات إرهابهم، وأن مرجل الشمال والجزيرة يغلي بالرفض للوجود الاحتلالي والممارسات العدوانية، وأن هذه كلها مؤشرات واضحة على اقتراب الخواتيم بما لا يرغب المحتلون والمعتدون.
سورية انتصرت باعتراف الأعداء أنفسهم، وتنتصراليوم في السياسة والميدان، والسلال السورية ملأى بالإنجازات، وغلال الصبر والصمود والثبات وفيرة، وبيادر القادم واعدة سياسياً وميدانيا، والمرحلة الحالية حبلى بمستقبل واعد وخلاق يليق بعظمة الصمود والثبات على المبادئ الحقة، ويليق بالتضحيات المقدسة التي قدمها السوريون الأباة ليبقى وطنهم شامخاً عزيزاً ومعافى من أدران الفكر الظلامي، مطهراً من بؤر الإرهاب.
حدث وتعليق – لميس عودة