يتحدثون هذه الأيام عن الرياضة كما يتحدثون عن الفن، نجومية وشهرة ومال، وربما يكون الجانب الذي يراه الناس صحيحاً، فالنجم الرياضي صار مثل النجم الغنائي إن لم يكن أشهر، تداول إخباري، ملايين وسائل التواصل، وآلاف وسائل الإعلام، ويأتيه المال، من حيث يحتسب و لا يحتسب، وهو لا يزال شاباً صغيراً في مقتبل عمره، ففي العصر الذي يتحول كل شيء فيه إلى سلعة، انساق بعض الرياضيين إلى مبدأ التسليع هذا.
إن واردات الرياضة الاقتصادية -عالمياً على الأقل وليس عندنا- صارت جزءاً لا يستهان به من موازنات الدول فقد كشف تقرير أن الرياضة تقدر بما يقارب ٤ بالمئة من إجمالي الناتج المحلي في أوروبا، وهو رقم ضخم يتجاوز الفن بكثير وربما يتجاوز بعض السلع الأساسية.
لكن الحجم الغفير من الرياضيين و مناصري الرياضة لا زالوا يرون انها أخلاق أولاً وأخيراً، الرياضة انتماء إلى نادٍ ولمنتخب وجمهور ووطن، الرياضة اندماج وتفاهم وتكامل، الرياضة تعاون وروحية عالية وثقافة اجتماعية، الرياضة أخلاق من قدمي اللاعب إلى رأسه، في تعاونه وسلوكه الجماعي المنتظم و المنسق القائم على مبادئ إذا زل عنها فإنه يسيء لروح الجماعة ويكون شخصاً غير مرغوب فيه.
يهمنا في رياضتنا السورية أن تكون قطاعاً مربحاً اقتصادياً، وأن نحذو حذو الدول المتقدمة في جعلها صناعة متنامية وصولاً للمشهد الرياضي التكاملي بكل جوانبه، لكن لنفكر برأس المال الحقيقي الذي عليه يجب أن ترتكز رياضتنا، الأخلاق قبل أي شي آخر وعلى أساسها يمكن أن يبنى أي شيء آخر.
عندما يكون الأساس الرياضي أخلاقياً يفعل فعل السحر، يحفز الإبداع وينمي المواهب ويشحذ الهمم ويمول المجتمع الرياضي لعائلة متساندة ومتماسكة، ويلهم الابتكار، ويدعم المواهب، ويسد الثغرات، كل هذا يفعله الأساس الاخلاقي للرياضة وعلى هذا يجب أن نركز.
مابين السطور – سومر حنيش