غمرتني فرحة كبيرة، وأنا أتصفح مواقع الأندية السورية على صفحاتها الإلكترونية، وأخص بالذكر صفحة نادي الجيش، التي نشرت صوراً لبعثتها عقب وصولها لمدينة حماة للقاء نادي الوثبة، في إطار مباريات الجولة الثامنة، من الدوري السوري الكروي للمحترفين.
الصور التي لفتت نظري، صور بعثة الفريق (صورة جماعية) إذ تقوم البعثة بأداء صلاة المغرب جماعة، يأمّها مدير إدارة الإعداد البدني والرياضة في النادي، العميد أسامة الشيخ حامد، بعدما كانت الصلاة في الجيش السوري، أو حتى في الأندية السورية، بل بكل مناحي الحياة العامة، هكذا بالعلن، من أكبر الجرائم والمحرمات في عهد النظام البائد، حيث تودي بمن يقوم بهذا الأمر إلى غياهب السجون، أو القتل، أو التغييب القسري.
وقد زاد جمال هذه الصور، رمزية المكان في مدينة حماة، لما تشكله مدينة أبي الفداء من رمزية للوحشية التي لم يشهد مثلها التاريخ، بإبادة أحياء عديدة منها، وقتل أهلها بأبشع صورة في ثمانينيات القرن الماضي، ومن أجل ماذا ؟ اتهام أهلها بالتديّن ووو؟!
حرية المعتقد، وحرية الحياة، مع احترام كل أطياف المجتمع السوري، المتنوع والمتناغم والمنسجم منذ مئات السنين، هي أجمل ما يميز سوريتنا التي حاول النظام البائد تغيير صورتها الجميلة، واستبدالها بأبشع صور الظلم وإثارة النعرات وبث الخوف.
هذا نتاج ثورة الحرية والكرامة، ثورة الحق على الباطل، ثورة الاعتزاز بمعتقداتنا جميعها، ثورة التناغم والحب في المجتمع السوري.