الإعلام وفوضى الشائعات التي تفرض نفسها في مجتمعاتنا “الفيسبوكية” وفي وسائل التواصل الاجتماعي في الفضاء الأزرق على خلاف طبيعتها تُشعر المتلقي بضبابية المستقبل وتولّد لديه عدم اطمئنان وعدم ثقة بالغد، وللأسف تنعكس سلباً على ما قد يمكن للإنسان أن يحصل عليه مما هو حقيقي وفعلي بعيداً عن الشائعات المُحبطة…
الإعلام ينقسم إلى قسمين عندما يعتقد أنّه يؤدي دوره، قسم يحمل معه الإحباط عندما يمرّر المعلومة بتشظٍّ وبشكل محبط ويُفرّغها من غايتها ومضمونها وفائدتها رغم مصداقيتها، وقسم آخر يقدّم الحقيقة الواضحة ذات المضمون الفعلي دون أن يترجم للمتلقي فائدتها وغايتها المرجوة.
كلا الحالتين فيهما تقليد أعمى للإعلام الغربي وكلتاهما تؤثر في المعنويات التي يحبطها الإعلام بنسب متفاوتة، وعلينا أن نجد لأنفسنا بين الحالتين حالة إعلامية مبتكرة تحقق التوازن والانتشار والمصداقية والفائدة والمعلومة والغاية المُثلى لنتمكّن من دحض الشائعات وتحقيق التوازن النفسي وليؤدي الإعلام رسالته ودوره الفعلي والحقيقي ويتطوّر مع تطوّر المجتمعات والحاجات الإنسانية…
نحن لانُبرّئ أنفسنا كإعلاميين من دورنا الفعلي والحقيقي تجاه انتشار الشائعات وباتجاه ما يتطلّبه العصر اليوم لأن الفراغ المعنوي والمعلوماتي الذي يعانيه أيّ إنسان أو مواطن حول أيّ فكرة أو معلومة أو حاجة أو أيّ لغط عن تلك المعلومات يقع على عاتق الإعلام بالدرجة الأولى..
للأسف الرسائل الموجّهة والمدروسة من الإعلام الغربي والصهيوأمريكي ومن يلفّ لفيفه يعمل بشكل ممنهج بسياسات التعميم والتضخيم والتضليل حول أيّ حدث محلي أو عالمي لتهيئة الظروف بشكل دائم للفوضى وفي كثير من الأحيان للفوضى العنيفة بحيث يعمل الجميع ضدّ الجميع… مسؤوليات الإعلام أكبر مما نتصوّر اليوم والواجب الإعلامي الإصلاحي يقتضي ابتكاراً وإبداعاً وخلقاً جديداً لقواعد غايتها البحث والتدقيق في السمات الشخصية والعوامل النفسية والروحية للناس والعمل على بناء فكر نهضوي لمواجهة الأزمات سواء في الحرب أو ما بعدها للحفاظ على الخطوط الفكرية والثقافية بأهدافها وغاياتها الإنسانية وليكون المجتمع قادراً على تقبّل أي صدمة وتجاوزها لتستمر الحياة بمعنويات عالية دون عثرات أو إخفاق أو فشل…
رؤية – هناء الدويري