الثورة أون لاين – علم عبد اللطيف:
عرض د شربل داغر، الناقد والأكاديمي اللبناني، أن أحد الادباء (مسيو فانبير) -كما ذكرت مي زيادة- في مطلع القرن العشرين، طلب كتابة مقال لمجلة بلجيكية عن حال الآداب العربية، بعد أن عرض لحال الآداب في أكثر من بلد في العالم، وأرسل إلى الدكتور طه حسين عشرة أسئلة عن هذه الآداب، فنشر طه حسين الرسالة في جريدة السياسة، ودعا الأدباء للإجابة عليها، من الذين أجابوا، مي زيادة، التي أجابت على سؤال: ما وجهة الشعر العربي.. وماذا عمل فيه من المؤثرات؟..
أجابت مي زيادة: إن وجهته المعنوية لم تبرز بوضوح حتى الآن، وأنها لا ترى غرضاً مقرراً يرمي إليه بمجموعة أو في قطر من الأقطار إلا كونه سائراً مع الجيل الجديد من الشعراء إلى التحرر يوماً فيوم من الأسلوب القديم والتعبير القديم، والقيود الصناعية التي يتمشى عليها أنصار القديم آمنين، والمؤثرات هي بالتأكيد الشعور بحاجات البلاد وآلامها.
اما المؤثرات المكتسبة فقد جاءت من خلال الاطلاع على مبتكرات الغرب، فلفت الشعراء بعنايتهم إلى ما هو جديد.
إلا أن جواب مي زيادة على السؤال السابع: هل ظهرت في الشعر العربي آثار للمذاهب الغربية الشعرية المختلفة…. لو أنك أردت أن تصف الشعر العربي على نحو ما يصف الغربيون شعرهم فإلى أي مذهب من مذاهب الغربيين تضيف هذا الشعر؟
تجيب: إن كلمة مذاهب هنا ليست واضحة، فعن الأقسام الأربعة التي اتفق الغربيون على جعلها أساسية في لغاتهم، وهي الشعر الليركي أو الغنائي، والشعر الديدكتيكي أو التهذيبي، والدراماتيكي أو المفجع، والإيبكي أي القصصي الحماسي، هي غير التطورات التي مرت بها هذه الأقسام في المذهب المدرسي والرومانتيكي والرمزي)، وتخلص مي إلى تعيين ثلاثة مذاهب هي: المدرسية.. أو الكلاسيكية.. والرومنتيكية.. والرمزية.. وتتوصل إلى القول: جميع ما بأيدينا من شعر ونثر يامسيو فانيير هو مزيج من هذه المدارس الثلاث)، منها مقالات عن المدرسة الرمزية للدكتور بشر فارس (في المذهب الرمزي).. ولخليل هنداوي(مذهب السمبوليسم أو الشعر الرمزي.. مجلة الرسالة العدد 251 /1938.. وعباس محمود العقاد المدرسة الرمزية.. مجلة الكتاب 1947.. وعبد الله عبد الدايم.. فلسفة الادب الرمزي/مجلة الاديب ج 12 /1944 ونقولا فياض.. الرمزية والشعر الرمزي.. مجلة الأديب الأعداد 7 و8 و9 و10/1941 وغيرها