الثورة أون لاين — رولا عيسى:
إلى جانب الاستقرار السياسي الذي أرست دعائمه الحركة التصحيحية بقيادة القائد المؤسس حافظ الأسد كان هناك منعطف اقتصادي هام تجاه تأمين حاجة السوق المحلية من السلع والمواد الأساسية ودعمها من قبل الدولة وفي مقدمتها مادة الخبز حيث بنيت على قواعد متينة وثابتة.
وبالعودة إلى أرشيف عمل المخابز في سورية قبيل وبعد الحركة التصحيحية المجيدة فقد تم لحظ حجم ومتانة إنجازات التصحيح وتطوره إلى يومنا هذا في مجال تطور عمل المخابز.
مدير عام المؤسسة السورية للمخابز مؤيد الرفاعي تحدث للثورة أون لاين قائلاً :في منتصف الستينات من القرن الماضي بدأت تظهر بوادر أزمة خبز نتيجة عدم قدرة القطاع الخاص على تلبية حاجات الاستهلاك المحلي من هذه المادة وأخذت هذه الأزمة تزداد حدتها شيئا فشيئا وعقب قيام الحركة التصحيحية المجيدة التي كان من أهم إنجازاتها اعتماد مؤسسات القطاع العام كركيزة أساسية تعمل إلى جانب القطاع الخاص في مجال الصناعات الوطنية لبناء اقتصاد سوري قوي، بدأت خطوات القطاع العام في مجال تصنيع رغيف الخبز بصدور المرسوم الرئاسي رقم 1126 لعام 1975 المتضمن إحداث الشركة العامة للمخابز كشركة عامة متخصصة في مجال صناعة رغيف الخبز وتوزيعه حيث كان عدد المخابز المحدثة آنذاك 5 مخابز في دمشق وحلب وطرطوس وجميع خطوط الإنتاج كانت مستوردة من الخارج .
ويضيف الرفاعي أما الخطوة الثانية في تأمين الطاقة الخبزية فتمثلت من خلال تشكيل لجنة المخابز الآلية بالقرار الوزاري 249 لعام 1978 والتي كلفت بالتنسيق مع الشركة العامة للمخابز للتوسع في نشر المخابز الآلية في مختلف محافظات القطر ومتابعة أعمال التركيب والتشغيل لخطوط الإنتاج المستوردة وذلك حتى منتصف الثمانينات حيث تم البدء بتصنيع خطوط إنتاج محلية وفق التكنولوجيا الخاصة بصناعة الرغيف المرقد والذي انعكس إيجابا في توفير مبالغ كبيرة من القطع الأجنبي الذي كان يدفع لقاء قيمة الخطوط المستوردة، كما أن تكلفة الخط المنتج محليا كانت أقل بكثير من المستورد، مشيرا إلى أن عدد المخابز الآلية التي تم بناؤها وتشغيلها حتى نهاية 2020 بلغت 165مخبزاً اختياطياً منها 38 مخبزا خارج الخدمة بفعل التدمير الإرهابي الممنهج.
وأشار الرفاعي إلى دور وزارة التجارة الداخلية وحماية المستلهك في إعادة هيكلة المؤسسة والشركات التابعة لها وإحداث وحدة اقتصادية سميت بوحدة تصنيع المخابز الآلية بالقرار 3691 لعام 1999 والتي تم اتباعها للشركة العامة للمخابز ولجنة المخابز الاحتياطية بغرض توحيد النشاط الاقتصادي المتمثل بجهة واحدة وصولاً إلى إنتاج رغيف خبز بمواصفات جيدة وسوية متقاربة بين جميع المخابز ، حيث استطاعت هذه الوحدة أن تحدث نقلة نوعية في مجال صناعة المخابز محليا وآخرها صناعة وتطوير الفرن المتنقل الذي طورته كوادر وطنية في فترة الحرب على سورية بغرض إيصال الخبز للأهالي في المناطق الساخنة علما أن مخابز المؤسسة بنوعيها الآلية والاحتياطية تنتج مايقارب 2.8مليون ربطة خبز يوميا تغطي 57% من حاجة السوق المحلي بينما المخابز التموينية الخاصة تغطي باقي الحاجة التموينية وتحصل على حاجتها من الدقيق من مطاحن المؤسسة السورية للحبوب .
ولفت الرفاعي إلى سعي المؤسسة لإعادة تأهيل عدد من المخابز التي دمرت بفعل الإرهاب وحسب احصائيات المؤسسة فإنه ومنذ عام 2017 وحتى تاريخه بلغ عدد المخابز التي تم ترميمها وإعادة تأهيلها 26 مخبزاً والسعي مستمر لإعادة تأهيل المخابز الأخرى المتوقفة بفعل الإرهاب والبالغ عددها 75 مخبزاً مبيناً أن المؤسسة تقوم بتحديث خطوط الإنتاج والسعي لتطويرها وفق الإمكانيات المتاحة والاعتمادات المتوفرة بما يسهم في تحسين جودة الرغيف من خلال القيام ببعض الإجراءات الفنية وتعديل التصاميم بعض أجزاء الخط الإنتاجي وكل ما من شأنه مواكبة التطور الفني والتقني المتعلق بتحسين جودة المنتج وتخفيض تكاليف الإنتاج في إطار مسيرة التحديث والتطوير والإعمار بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد.
