“تفاءلوا بالخير تجدوه” قول يعبر بنا حيث مطارح العمر التي تتهاوى هنا وتزهو هناك، والدعوة للتفاؤل في هذه الظروف ليس ضرباً من الجنون أو بأساً من الغضب يعلنه واقع مر بكلّ تفاصيله، فرضت تحدياته حرباً لعينة وأشراراً لا قناع يجمعهم إلا الحقد والكذب والإرهاب.
فمع شح الطاقة نتيجة التخريب واحتلال الأعداء لمصادرها باتت زيادة ساعات التقنين وشبه انقطاع لحرارة الشبكات الخليوية والهواتف الأرضية العاملة على الكوابل الضوئية حديث الألسن. الأمر الذي انعكس سلباً إلى حدّ كبير على الأجواء العامة، فيما بعض الايجاب بدت ملامحه على أجواء الأسرة نوعاً ما .
حيث استعادت الأسرة جزءاً من قوامها الاجتماعي العائلي بعد التشتت الذهني والالكتروني الغائب الحاضر في أوصال التيار الكهربائي الذي يستريح ساعات طويلة على مدار الـ ٢٤ ساعة.
ماجعل أفراد الأسرة الواحدة يرسلون طلبات الصداقة لبعضهم البعض بأُسلوب من الدعابة والتندر مرمز وفصيح في آن معاً، يستكشفون ذكريات الماضي القريب وماحمل معه من راحةٍ نفسية وسخاءٍ مادي مع توفر الموارد والطاقات .
وما بين ذكريات الأمس واليوم يحتدُّ النقاش حول العديد من الأفكار المتزاحمة ليومياتنا المتراكمة في إطار تساؤلات محيرة ومزعجة ..
إلى متى سيبقى الوضع هكذا؟ هل يعقل أن تبقى وجبة الغسيل منقوعة ليومين ويزيد في حوض الغسالة حتى تنتهي دورتها ؟متى نستعيد أيام الزمن الجميل وتعدل فيه السيدات والأمهات برنامج الطبخ من شبه طبخة إلى وجبات دسمة محترمة تليق بمائدة الفقراء والكرماء بكلّ سلاسة وسرور ،حيث القليل من النقود يجدي نفعاً ،دون أرق أوتعب نفسي ومادي ؟.
هي همسات تطلقها القلوب والجيوب المكتوية بنار الغلاء ،وقلّة الإحساس عند ضعاف النفوس ممن يتبوؤون المسؤولية بأشكالها المختلفة. مايجعل انقطاع الكهرباء المتواصل ،فرصة عند بعض الأسر لأخذ قسط مناسب من النوم والراحة، ونافذة مفتوحة على شوق اللقاء بين الآباء والأمهات وأبنائهم ،بغض النظر عن حاجات التعلم والتعليم وتأمين الضرورات والحاجات مع إقناع أنفسنا أنه لابدّ من التفاؤل.
عين المجتمع -غصون سليمان