الثورة أون لاين:
عادت مشكلات التمييز العنصري المتأصل في الولايات المتحدة لتظهر مجدداً بعد قرار قضائي صدر قبل أيام قليلة بتبرئة الشاب كايل ريتنهاوس الذي قتل شخصين خلال احتجاجات مناهضة للعنصرية جرت صيف 2020 ليكون القرار بمثابة فتيل جديد يشعل نيران الانقسامات بين الأمريكيين على الصعيدين السياسي والاجتماعي.
المحكمة في ولاية ويسكونسن أصدرت حكم تبرئة ريتنهاوس من التهم الخمس الموجهة إليه بما فيها قتل شخصين خلال المظاهرات الضخمة التي عمت الولايات المتحدة ضد العنصرية وعنف الشرطة العام الماضي لكن حكم البراءة وما تلاه من تداعيات عكس انقساماً حاداً على الخطوط الاجتماعية والسياسية في الولايات المتحدة وكشف وفقاً لتحليل نشرته صحيفة نيويورك تايمز الخلافات المستمرة بشان الأسلحة النارية وحركة “حياة السود مهمة” التي تناهض التمييز العنصري في أمريكا.
الصحيفة الأمريكية اعتبرت أن احتفال الجمهوريين بقرار المحكمة وسط غضب عارم من قبل الديمقراطيين يظهر حدة وعمق التباين والتجاذبات السياسية ففي الوقت الذي أعرب فيه الرئيس الأمريكي جو بايدن عن “قلقه وغضبه” من القرار سارع سلفه دونالد ترامب إلى تهنئة ريتنهاوس والتعبير عن دعمه مجدداً.
ووسط حالة الترقب من تداعيات القرار طلب توني إيفرز حاكم ولاية ويسكونسن من أكثر من 500 جندي من الحرس الأمريكي الاستعداد للتدخل في حال اندلعت احتجاجات على قرار المحكمة.
وشهدت أنحاء كثيرة من الولايات المتحدة بالفعل مظاهرات ضخمة بعد تبرئة ريتنهاوس وعادت الاضطرابات على أسس العنصرية والتمييز إلى الواجهة من جديد.
مئات المتظاهرين احتشدوا في مدن أمريكية عدة حاملين لافتات كتب عليها “حياة السود تهم” للتنديد بتبرئة ريتنهاوس وأشار بعضهم إلى الاختلافات في كيفية تعامل الشرطة مع قضية الأخير وغيرها من القضايا التي عادة ما يكون ضحيتها أمريكيون سود قضوا على يد رصاص عناصر الشرطة الأمريكية مثل جاكوب بليك الذي تلقى في ظهره رصاصات أطلقها شرطي أثناء دخوله سيارة كان يجلس فيها أطفاله الثلاثة وجورج فلويد الذي قضى خنقا أيضاً على يد شرطي في مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا ليشعل فتيل الاحتجاجات المناهضة للعنصرية.
واستشرت في الأعوام الخمسة الأخيرة ظاهرة ما يسمى “تفوق العرق الأبيض” في الولايات المتحدة رغم الشعارات المزيفة التي تتبجح بها واشنطن وصناع القرار فيها حول الحرية والعدالة والمساواة.
وتجسد إرث الاستعلاء الأبيض في جريمة قتل فلويد الذي لفظ أنفاسه في أيار عام 2020 وهو يستغيث تحت ركبة الشرطي الأبيض الذي ظل ضاغطاً على عنقه حتى الموت ليبقى هذا الإرث حيا ومتجدداً وقابلاً للاشتعال في كل جريمة قتل بحق الأمريكيين السود والمتحدرين من أصول عرقية مختلفة.