الثورة أون لاين – سامر البوظة:
لطالما ظلت قضية عودة المهجرين واللاجئين بفعل الإرهاب، الشغل الشاغل للدولة السورية وعلى سلم أولوياتها منذ بدء الحرب الإرهابية الظالمة التي شنت عليها قبل أكثر من عشر سنوات، لإنهاء معاناتهم وتأمين عودة كريمة وآمنة لهم إلى وطنهم دون قيد أو شرط، وقد قدمت في سبيل ذلك كل الإمكانيات المتوافرة لديها بدعم من الأصدقاء، والمؤتمر الدولي الذي انعقد مؤخراً في دمشق حول عودة اللاجئين، ما هو إلا دليل على مدى الاهتمام الذي توليه الدولة السورية لقضية اللاجئين وحجم الجهود التي تبذلها في سبيل إعادتهم إلى وطنهم.
إلا أن منظومة العدوان وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية تعمد وبشكل فاضح وعلى مرآى من المجتمع الدولي ومؤسساته على إعاقة أي حل لأزمة اللاجئين وعرقلة عودتهم إلى وطنهم، في وقت تواصل تباكيها على الشعب السوري والمتاجرة بآلامه تحت عناوين وشعارات “إنسانية” كاذبة ومكشوفة للقاصي والداني، وذلك للإبقاء عليها كورقة للضغط والابتزاز وللمساومة والاستثمار في بازاراتها السياسية الرخيصة، وهو ما برز من خلال الإجراءات القسرية أحادية الجانب والعقوبات الظالمة التي فرضتها وتفرضها بمشاركة أتباعها من دول الاتحاد الأوروبي، والتي تزيد من معاناة السوريين وتسهم بشكل كبير في إعاقة عودة اللاجئين، و لعل أبرزها ما يسمى قانون ” قيصر”، سيء الصيت.
لطالما كانت قضية اللاجئين ورقة للمتاجرة والاستغلال السياسي عند دول العدوان التي عمدت إلى استغلال تلك القضية الإنسانية لابتزاز الدولة السورية، بهدف تحقيق غايات سياسية وأهداف استعمارية خبيثة، والبعض استخدمها كورقة للضغط والابتزاز كما فعل رئيس النظام التركي اللص أردوغان مع دول أوروبا للحصول على بعض المكتسبات والأطماع الرخيصة.
وكالعادة، كل ذلك يجري وسط تخاذل المجتمع الدولي وعلى مرآى من منظماته المفترض أنها معنية، دون أن يحرك أيا منهم ساكناً، أو يقدم الموارد الكافية لذلك، وهو ما أشار إليه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في المؤتمر الصحفي الأخير خلال لقائه نظيره اللبناني عبد الله بو حبيب في موسكو، مجدداً التأكيد على أن بعض الدول تواصل عرقلة عودة المهجرين السوريين إلى بلدهم رغم تهيئة الحكومة السورية الظروف المناسبة لهذه العودة، وطالب لافروف المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه ذلك وتركيز جهوده على تسهيل عودة هؤلاء اللاجئين إلى ديارهم، مشيراً إلى محاولات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الدائمة للعرقلة، ولاسيما عندما تمت الدعوة إلى المؤتمر الدولي الأول بدمشق قبل عام.
قضية اللاجئين قضية إنسانية بامتياز، وهي برسم المجتمع الدولي ومنظماته المعنية، والدولة السورية ماضية بثبات وإصرار على نهجها لإنهاء هذه الأزمة وتضعها على سلم أولوياتها، على الرغم من كل التحديات والحصار والحرب ومحاولات الغرب وأميركا لإفشال وإحباط أي جهد تقوم به الحكومة السورية في هذا الاتجاه، وهي اليوم تستكمل مسيرة المصالحات الوطنية، وتمضي في تحرير ما تبقى من أراضيها التي تلوثت بفعل الإرهاب، وبسط سلطتها عليها لتعيد إعمارها وتأهيلها وتهيئة كل الظروف المناسبة لعودة أبنائها المهجرين، وتأمين كل متطلبات العيش الكريم والآمن لهم ضمن الإمكانات المتاحة، وهي لن تدخر جهداً في سبيل تحقيق ذلك، وهو ما أكدته مراراً وتكراراً وتثبته الوقائع على الأرض