الثورة – عبد الحميد غانم:
تخوض سورية مرحلة سياسية حاسمة بعد سنوات من الحرب البغيضة التي فشلت في تغيير هوية سورية وتقسيم المنطقة وتحويلها إلى كانتونات صغيرة تناسب الكيان الغريب فيها وهو الكيان الإسرائيلي، وباءت مخططات العدوان والاحتلال التركي والأمريكي والإسرائيلي بالفشل، ولم تستطع تحقيق أي تغيير في سياسة الدولة الوطنية السورية، وتقهقرت أمام صمود بواسل جيشنا أطماع العدوان وتهاوت أدوات الإرهاب ومشغلوه، وتضاءلت الخيارات أمام الأعداء وأصبحت ضيقة جدا حيث لم يبق لهم سوى خيار واحد فإما الانسحاب أو الهزيمة، لأن أهداف حربهم لم تتحقق ولا مجال لتحقيقها.
وقد أصبحت التحولات السياسة في المنطقة لمصلحة قوى الصمود والمقاومة واضحة بعد تراجع بعض الدول العربية والأجنبية عن مواقفها وعودتها إلى دمشق، واعتراف الاحتلال الأمريكي بتثبيت موازين القوى في العالم بعد الانتصار الذي حققه الجيش العربي السوري بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد والتفاف الشعب السوري حوله وحول جيشه الباسل ووقوف الأصدقاء، وهزيمة المشروع الأمريكي الغربي الصهيوني وانتكاسته من جديد.
وقد أضافت المصالحات الوطنية التي تجري في مناطق سورية من الجنوب إلى الشمال والشرق سندا لإرساء الأمن والاستقرار في ربوع الوطن، وشكلت التحولات السياسية في المنطقة عاملا مهما سيعود إيجاباً لمصلحة الشعب السوري .
إن باكورة التحولات التي بدأت منذ زمن طويل يعود إلى الحركة التصحيحية المجيدة التي قادها القائد المؤسس حافظ الأسد واستكملها الآن الجيش العربي السوري بانتصاراته على الإرهاب، فأي تحول قادم، سيكون حتما لصالح الجمهورية العربية السورية وإثباتاً لقوّة محورها محور المقاومة، وكلما ازداد الغضب الأمريكي وامتعض الإعلام الغربي كان مرد ذلك لانتصارات الجيش العربي السوري في الميدان.
لقد اكتشف جميع الأعداء هزيمتهم العسكرية والإعلامية، بعد أن تبين لهم وعي الشعب السوري ووقوفه خلف قيادته والتفافه حول جيشه الوطني في كل المناسبات، ورغم ذلك ما زالوا يصرون على عدم الاعتراف بفشلهم في الحرب ويتمادون في غيهم ومحاولاتهم بث الحياة بمخططاتهم العدوانية بأشكالها المختلفة.
ولكنهم كما فشلوا في المرات السابقة سيفشلون لاحقا وستتهاوى كل مخططاتهم أمام صمود شعبنا وبطولة وانتصارات جيشنا الباسل.