تصنيفات ظالمة تكشف نوايا أصحابها

الثورة – عبد الحليم سعود:
يوما بعد آخر يكشف الغرب نواياه الخبيثة تجاه قضايا منطقتنا وحقوق شعوبها، ويثبت المرة تلو المرة انحيازه غير الأخلاقي لمحتلي للأرض وغاصبي الحقوق، ضارباً بعرض الحائط كل شعاراته البراقة حول الحرية والتحرر وحقوق الإنسان والديمقراطية ومصالح الشعوب الساعية لنيل حريتها واستقلالها.
ففي قرار تعسفي ظالم يكشف خلفيته الصهيونية المريضة أقدمت الحكومة الاسترالية على تصنيف حزب الله كـ”منظمة إرهابية” دون أن تفرق بين جناح عسكري أو سياسي أو مؤسسات مدنية، وذلك في إطار حملة الضغوط الغربية التي تمارس على لبنان وشعبه وحكومته للقبول بالإملاءات والأجندات الأميركية والصهيونية، متجاهلة أن هذا الحزب في الأساس هو حركة مقاومة شعبية قامت بتحرير أرضها واسترداد حقوق شعبها من براثن الاحتلال الصهيوني المجرم وفق ميثاق الأمم المتحدة الذي أجاز مقاومة الاحتلال، في الوقت الذي تقاعس فيه المجتمع الدولي عن القيام بمسؤولياته إزاء نصرة اللبنانيين وتخليصهم من الاحتلال وجرائمه واعتداءاته.
وبهذه الخطوة غير الأخلاقية وغير القانونية انضمت استراليا إلى المحور الأميركي الصهيوني الذي يرفض الاعتراف بحقوق الشعوب بتحرير أرضها من المحتلين، مناقضة بذلك كل الشرائع السماوية والأرضية التي تدعو لرفع الظلم والكف عن العدوان والاحتلال.
تكشف هذه الخطوة “العدوانية”خلطاً مقصوداً وغير مبرر بين المقاومة كحق مقدس تمارسه الشعوب لطرد المحتلين، وبين الإرهاب الذي تمارسه جماعات متطرفة مأجورة تنفذ أجندات أميركية وصهيونية وغربية كما يحدث في سورية ومناطق أخرى، فحزب الله كما يعلم القاصي والداني حارب إلى جانب الجيش العربي السوري على مدى ما يقرب من 11 عاما كل التنظيمات الإرهابية التي جاء بها الغرب وحلفاؤه وأدواته إلى سورية، وشكل سدا منيعاً في وجه هذه التنظيمات التي أرادت تفتيت المنطقة وتحويلها إلى بؤر إرهابية، وكان له الفضل في الانتصار الذي تحقق على هذه الجماعات التي يعترف المجتمع الدولي بأنها إرهابية ويصنفها كذلك كحال “جبهة النصرة وداعش” وباقي المتفرعات، ولولا الجهود الجبارة التي بذلها حزب الله والجيش العربي السوري بالتعاون مع إيران وروسيا لتغير وجه المنطقة وباتت مصدر قلق لكل حكومات العالم ومنها الحكومة الاسترالية، حيث ذاقت العديد من الحكومات الغربية بعض ما طبخته استخباراتها من إرهاب في المنطقة على مدى السنوات الماضية، ولم يحدث أن كان حزب الله طرفاً في أي عمل إرهابي استهدف الشعوب الغربية رغم أداء حكوماته الداعمة للإرهاب.
كما تتجاهل الخطوة الاسترالية عمداً أن حزب الله هو جزء من النسيج الشعبي في لبنان وجزء من الحكومة وله تمثيل شعبي في البرلمان وهو يجيد الحوار والتفاوض ويخوض غمار الدبلوماسية بعقل منفتح ، فلا يحق لأحد أن يصم شعبا أو يتهمه بالإرهاب في الوقت الذي يقدم فيه الضحايا لحماية بلده من الإرهاب، وهي خطوة من شأنها غلق باب الحوار والتفاوض والدبلوماسية مع شعب متحرر ولا يمكن أن تخدم العلاقات بين الدول والشعوب.
ولو جاز تمرير هذا التصنيف الظالم لأصبحت المقاومة الفرنسية والسوفييتية للاحتلال النازي في الحرب العالمية الثانية متهمة بالإرهاب، وهذا ما لا تقبله اليوم الحكومتان الروسية ولا الفرنسية ولا الأميركية التي سبق لشعبها أن قاوم الاحتلال الانكليزي قبل أكثر من قرنين، الأمر الذي يفرض على المجتمع الدولي ضرورة التحرك العاجل من أجل التفريق بين المقاومة والإرهاب وعدم ترك الأمر رهينة لبعض الأجندات الدولية المنحازة لطرف دون آخر، كي لا يستغل أحد – كما تفعل بعض الحكومات الغربية – هذا الخلط غير المبرر بين المفهومين والقيام بأعمال إرهابية تضر بالسلام والأمن الدوليين.

آخر الأخبار
"ذاكرة اعتقال"..  حلب تُحيي ذاكرة السجون وتستحضر وجع المعتقلين "صندوق التنمية السوري".. خطوة مباركة لنهوض سوريا على كل الصعد من الجباية إلى الشراكة.. إصلاح ضريبي يفتح باب التحول الاقتصادي فضيحة الشهادات الجامعية المزورة.. انعكاسات مدوية على مستقبل التعليم   أزمة إدارية ومالية.. محافظ السويداء يوضح بشفافية ملابسات تأخير صرف الرواتب "صندوق التنمية السوري".. إرادة وطن تُترجم إلى فعل حين تُزوّر الشهادة الجامعية.. أي مستقبل نرجو؟ جامعة خاصة تمنح شهادات مزورة لمتنفذين وتجار مخدرات  وزير الاقتصاد: ما تحقق في"دمشق الدولي" بداية جديدة من العمل الجاد "اتحاد غرف التجارة الأردنية" يبحث تطوير التعاون التجاري في درعا تفعيل دور  الكوادر الصحية بالقنيطرة في التوعية المجتمعية "المرصد السوري لحقوق الإنسان" يقطع رأس الحقيقة ويعلقه على حبال التضليل حملة فبركات ممنهجة تستهدف مؤسسات الدولة السورية.. روايات زائفة ومحاولات لإثارة الفتنة مع اقتراب العام الدراسي الجديد...  شكاوى بدرعا من ارتفاع أسعار المستلزمات المدرسية  برامج تدريبية جديدة في قطاع السياحة والفندقة إلغاء "قيصر".. بين تبدل أولويات واشنطن وإعادة التموضع في الشرق الأوسط دعم مصر لسوريا..  رفض الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية  تطوير التشريعات والقوانين لتنفيذ اتفاقيات معرض دمشق الدولي أزمة المياه تتجاوز حدود سوريا لتشكل تحدياً إقليمياً وأمنياً "كهرباء القنيطرة": الحفاظ على جاهزية الشبكة واستقرار التغذية للمشتركين جهود لإعادة تأهيل مستشفيي المليحة وكفربطنا