مناورات البحر الأسود.. تسخين أميركي لأجواء التوتر الدولية

الثورة أون لاين – لميس عودة:
لا تتوقف أميركا عن إشعال فتيل الحروب وافتعال الأزمات وإن تنوعت إداراتها وتغير لبوس قاطني البيت الأبيض بين جمهوري وديمقراطي، فالجموح الإرهابي للتسلط وفرض الهيمنة العسكرية والاقتصادية وحتى السياسية على الدول بشكل غير قانوني ومخالف للمواثيق والأعراف العالمية، هو ما نلحظه في كل الخطوات والمناورات العسكرية الاستفزازية التي أجرتها الولايات المتحدة وحلف الناتو في البحر الأسود، لغاية محاصرة موسكو والتأثير على أمنها ومحاولة زعزعته، وهي استكمال لسلسلة التعديات الأميركية التي تتعدد حلقاتها وتتسع دائرتها لتشمل منطقتنا والكثير من دول العالم التي ترفض الهيمنة الأميركية ومصادرة قراراتها السيادية.
فواشنطن التي تستثمر في الإرهاب وتبعاته وتداعياته، وتسعى لعدم إخماد الحرائق الإرهابية التي أشعلتها أو أسهمت في إشعال فتيلها لتبقى قطباً عالميا أحادياً يستفرد بالهيمنة، لا يمكنها أن تسحب صاعق التفجير وتخمد نار الإرهاب، أو حتى تتقبل وجود أقطاب أخرى كروسيا والصين اللتين ثبتتا مداميك قوتهما بانتهاجهما طرقاً وأساليب مغايرة لنهجها العدواني.
فروسيا بثقلها العالمي رقم صعب في معادلات القوة الجديدة، ويستعصي على أميركا كسره أو إزاحته أو تهميشه عن خريطة التوازنات العالمية بعد أن استطاعت موسكو أن تثبت ثقلها وتوسع مروحة تعاطيها مع الملفات الساخنة وخاصة في منطقتنا بكل اتزان واقتدار ومسؤولية أخلاقية، نازعة صواعق التفجير الأميركية، لذلك بدأت واشنطن اللعب على حبال محاولة حصار وتطويق روسيا وتهديد أمنها عبر تأجيج الفوضى وإثارة النزاعات على الحدود الروسية لإلهاء موسكو ومحاولة زعزعة استقرارها وأمنها، فكانت أوكرانيا فرصة سانحة لتنفيذ أجنداتها التخريبية ومخططاتها التي تتوهم أنها ستزعزع الثبات الروسي، وتنال من مكانة موسكو وثقلها عالمياً.
موسكو تدرك الغايات الأميركية من وراء المناورات العسكرية الاستفزازية وتعلم جيداً مآربها وأهدافها، الأمر الذي نوه إليه قسطنطين غافريلوف رئيس الوفد الروسي في مفاوضات فيينا حول الأمن العسكري والحد من التسلح بأن “المناورات الأمريكية وحركات التنمر في البحر الأسود تهدف لتقسيم روسيا وأوروبا من خلال حرب صغيرة” مشيرا إلى أن” الهدف الرئيسي للولايات المتحدة والنظام في كييف هو تحويل الانتباه بعيداً عن المشاكل داخل أوكرانيا من أجل تقسيم أوروبا وروسيا بحرب صغيرة”، مشدداً على أن موسكو لن تخضع لهذه الاستفزازات.
الاستفزازات الأميركية في حوض البحر الأسود زادت حدتها في المرحلة الأخيرة بذرائع واهية من أميركا ودول في حلف الناتو مفادها حماية أوكرانيا من هجوم عسكري روسي كاذب ولا أساس له من الصحة، كما روجت إليه وسائل إعلام غربية ونفاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فمن منطلق توسيع رقعة الخطوات الاستفزازية ضد موسكو تسعى أميركا لاستثمار أوكرانيا كورقة ضغط على روسيا، وهذا الأمر وثقه إرسال مدمرات حربية سابقا عبر مضيق البوسفور لتعزيز الوجود الأميركي في حوض البحر الأسود، وما أعقبه من تصريحات استفزازية من مفاصل إدارة بايدن، فضلا عن المناورات العسكرية الأوروبية بزعامة أميركا في البحر الأسود مؤخراً، وكل هذا يهدف بالمحصلة لتوتير الأوضاع الدولية .
وهذا التطور المتصاعد في منحى الأحداث عقبت عليه الرئاسة الروسية مرارا، محذرة من مغبة التصعيد الاستفزازي والانخراط الأميركي المعلن في توتير الأوضاع في البحر الاسود وفي أوكرانيا تحديدا، الأمر الذي لن تسكت عنه موسكو ولن تسمح بتهديد أمنها ومواطنيها.
في لعبة المصالح الأميركية، فإن الدول الأوروبية التي تمشي في ركب بلطجتها وتساهم في توتير الأوضاع في البحر الأسود لا تعدو كونها بالنسبة لواشنطن أكثر من حطب تزج به في أفران مصالحها، وليست أكثر من سلاح مهترئ تشهره ضد موسكو، فالولايات المتحدة الأميركية مستعدة لقبول انتحار هذه الدول بسهولة على تخوم مصالحها، إذا كان ذلك يعني بالنسبة لها إضعاف روسيا كما تتوهم، الأمر الذي تدركه موسكو جيداً وتستعد لمواجهته ومنع الاستثمار الأميركي في الخطوات الاستفزازية والمناورات العبثية.

آخر الأخبار
الجامعة العربية تدين التوغلات الإسرائيلية وتؤكد دعمها لوحدة سوريا واستعادة الجولان  سوريا في قلب أزمة جفاف غير مسبوقة تهدد الأمن الغذائي  "فورين بوليسي": الشرع أمام اختبار إعادة بناء سوريا  صندوق التنمية.. أفق جديد لبناء الإنسان والمكان "صندوق التنمية السوري"..  أمل يتجدد المجتمع المحلي في ازرع يقدم  350 مليون ليرة  لـ "أبشري حوران" صندوق التنمية يوحد المشاريع الصغيرة والكبيرة في ختام المعرض.. أجنحة توثق المشاركة وفرص عمل للشباب مدينة ألعاب الأطفال.. جو مفعم بالسعادة والرضا في المعرض في "دمشق الدولي".. منصات مجتمعية تنير التنمية وتمكن المجتمع كيف يستخدم شي جين بينغ العرض العسكري لتعزيز موقع الصين ؟ من بوابة السيطرة على البحار.. تركيا تصنّع حاملة طائرات تتجاوز "شارل ديغول" التداول المزدوج للعملة.. فرصة لإعادة الثقة أم بوابة للمضاربات؟! مواطنون من ريف دمشق: صندوق التنمية سيكون سيادياً سورياً الوزراء العرب في القاهرة: فلسطين أولاً.. واستقرار سوريا ضرورة استراتيجية عربية أهالٍ من درعا: إطلاق "صندوق التنمية السوري"  فرصة لإعادة الإعمار "صندوق التنمية السوري".. خطوة نحو الاستقرار الاقتصادي والسياسي الأمم المتحدة تؤكد أن لا حل في المنطقة إلا بقيام دولة فلسطينية "التقانة الحيوية".. من المختبر إلى الحياة في "دمشق الدولي" تقنية سورية تفضح ما لا يُرى في الغذاء والدواء